كشفت الشكايات التي تقدم بها سكان حي السواني وحي مرجان بتطوان عن ضلوع شركة الضحى في غمر حي السواني والحي الجامعي و حي مارجان بالمياه، خلال الفيضانات التي عرفتها المدينة مساء يوم السبت 20 فبراير الجاري . إذ مباشرة بعد توصل مصالح عمالة إقليمتطوان والمصالح البلدية بسيل من الشكايات حول تداعيات الفيضانات التي عرفتها المدينة نهاية الأسبوع المنصرم، بادرت الجهات المختصة إلى تشكيل لجنة مختلطة للوقوف على الأسباب الحقيقية التي جعلت الأحياء المذكورة تأثرها بشكل كبير للفيضانات. و قد تفاجأ أعضاء اللجنة، التي زارت المشروع صبيحة يوم أمس الخميس 25 فبراير الجاري ، بقيام مسؤولي شركة الضحى بطمر مجرى واد بوسافو ، و تغيير مساره في إتجاه تجزئة السواني والحي الجامعي، الشيء الذي تسبب في حدوث فيضانات في هاته الأحياء ، حيث ارتفع منسوب المياه إلى حوالي المتر و نصف المتر. وبحسب مصادر مطلعة، فإن الشركة قامت بتغيير مجرى واد بوسافو، لأجل استغلال مجرى الواد لأجل توسيع مشروعها بالمنطقة و بناء ثلاث عمارات على مجرى الواد، دون دراسة تقنية و طوبغرافية، حيث أنه مباشرة مع الزخات المطرية التي عرفتها المنطقة تسببت السيول في غمر الأحياء التي تم التحويل إليها مجرى الماء . وارتباطا بنفس الموضوع، فقد أبات الفيضانات كذلك على مستوى كلية أصول الدين و حي الإنارة ، أن مشروع القناة المياه، والتي خصصت لها ميزانية ضخمة من طرف شركة أمانديس في إطار مشروعها الاستثماري بمدينة تطوان، لم تستجب للمتطلبات التقنية والميدانية، إذ كيف يعقل أن يلتهم مشروع القناة ميزانية ضخمة لأجل تجميع مياه الصرف الصحي ومياه الأمطار، دون أن يرفع عن المنطقة كابوس الفيضانات، الذي أصبح ملازما لكل قطرة تجود بها السماء. ويشار إلى أن الفيضانات التي عرفتها المدينة خلال نهاية الأسبوع المنصرم، ساهمت فيها بشكل مباشر كل السلطات المعنية بتدبير السدود بالمنطقة حيث تم إفراغ حمولة سدي النخلة و مارتيل دون إشعار السلطات المعنية، و كذا شركة أمانديس المكلفة بتدبير قطاع التطهير السائل، حيث لم تقم بتنقية قنوات الصرف الصحي، هذا إلى بعض الشركات العقارية التي عمدت إلى البناء في الأماكن المهددة بالفيضانات و التي حازت على الموافقة من وكالة الحوض المائي اللوكوس، كما هو الشأن في مشروع شركة الضحى. إن ما وقع ليلة السبت الأسود بتطوان، يطرح أمام المسؤولين بالمدينة ضرورة الانكباب بشكل جدي على مشكل الفيضانات التي أصبحت تؤرق بال الساكنة و أصبحت كابوسا مخيفا مع كل قطرة ماء تجود بها السماء، من خلال استغلال البرنامج المندمج للتنمية الاقتصادية و الحضرية للمدينة 2014-2018 والذي وقعه مسؤولو المدينة أمام جلالة الملك يوم 12 أبريل 2014، و خاصة في شقه المتعلق بالجانب البيئي، سيما الجانب المتعلق بتهيئة وادي مارتيل الذي أحدثت له وكالة خاصة، حيث بات مفروضا على الجهات المختصة التفكير بجعل هذا المشروع أداة لحماية المدينة من الفيضانات، من خلال توسيع جنبات الوادي و إحداث محطات للضخ وتصريف مياه الأمطار، هذا دون الحديث عن معالجة المياه العادمة. n مكتب تطوان: جواد الكلخة