اختار عبد الرزاق هيفتي، طبيب المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم، التصعيد في قضية اللاعب كاروشي، بعدما اتهم في برنامج "100 % أسود"، الذي بثته قناة الرياضية مساء أول أمس الأربعاء، معتبرا أن قرار لجنة التأديب والروح الرياضية بتبرئة اللاعب والرجاء الرياضي خاطئا. واستغرب عدم استدعائه لتقديم إفادته في الموضوع، بدل الاقتصار على أطراف معينة، وإصدار بلاغ يضرب في الصميم عمل اللجنة الطبية بالجامعة. وأضاف هيفتي أنه يستحضر كامل مسؤوليته في هذا الشأن، وأنه مستعد لتحمل كافة العواقب في حال ما إذا تبث عكس ما يدعي، لأن القضية في أساسها هي خلاف طبي، وأن الرجاء لا مسؤولية له. واستطرد الدكتور هيفتي قائلا:" كانت لدينا أربع حالات مشابهة، تهم لاعبين من المغرب الفاسي والفتح الرباطي والجيش الملكي والكاروشي. الحالات الثلاثة توصل فيها أطباء الفرق المعنية بتقارير من الدكتور الزاكيني، عكس طبيب الرجاء. وهذا غير ممكن ولا يمكن تصديقه." وأضاف هيفتي أن اللجنة التأديبية لم تقم بعملها، لأنها لم توجه إليه استدعاء الحضور، خاصة وأنه يتوفر على تسجيل صوتي للاعب عادل كاروشي، يعترف فيه بأن سلم التقرير الذي توصل به من الدكتور الزاكيني، طبيب المنتخب الوطني، إلى المعالج الطبيعي للرجاء، والذي سلمه بدوره إلى الدكتور الطيب، طبيب الرجاء البيضاوي، ويتضمن تشخيصا دقيقا للحالة وتقريرا مفصلا في الموضوع. قبل أن يؤكد أن القضية ستأخذ أبعادا أخرى، لأن ودادية الأطباء ستدخل على الخط، وقد تصدر عقوباتها في الموضوع. وأشار ذات المصدر إلى أن اللجنة التأديبية كان يجب عليها أن تحمل طبيب الرجاء مسؤوليته، وكان يمكن أن ينتهي الملف هنا، أما أن تأخذ قرارا بهذا الشكل، فإنه أمر لا يجب السكوت عليه. وكان طبيب الرجاء البيضاوي قد أكد لذات القناة أن فاخر، مدرب المنتخب الوطني المحلي، عرض اللاعب على الدكتور هيفتي، وأخضعه لتشخيص دقيق، تبين له إثره أن إصابته بسيطة، وتحتاج فترة راحة لا تتعدى ثلاثة أيام، مع إمكانية خضوعه لتداريب خاصة. ونفى الدكتور الطيب أي اتصال مع طبيب المنتخب الوطني، وأن وسيلة الاتصال الوحيدة كانت هي التقرير الذي توصل به بشأن حالة كاروشي، وفيه حاجته لفترة راحة لا تتعدى عشرة أيام، مشددا على أن اللاعب واصل علاجه تبعا لتوصية الدكتور هيفتي. وختم الدكتور الطيب بالتأكيد على أن مشكلة كاروشي حينها كانت نفسانية، استدعت عرضه على أخصائي نفساني. وفي ذات السياق كان امحمد فاخر، مدرب المنتخب الوطني المحلي، والذي اتهمه البعض بالتواطؤ مع إدارة الرجاء، قد أكد في ندوة صحافية تلت عودته من كأس إفريقيا، قد أكد أنه عرض اللاعب على الدكتور هيفتي، الذي تفاجأ من الوتيرة السريعة التي يسترجع بها عافيته، ورخص له - بعد أن أخضعه لفحص طبيي - بإمكانية الاعتماد عليه بعد التعافي التام، والذي يتطلب أياما معدودة. وبنى توقعاته على هذا المعطى، خاصة وأن لوائح الاتحاد الإفريقي تسمح باصطحاب 25 لاعبا. وفي تعليقه على هذه التصريحات، أبدى الدكتور هيفتي استغرابا كبيرا، لأن الشهادة الطبية التي سلمها لفاخر حدد فيها حاجة الكاروشي لفترة راحة من عشرة أيام، بشرط التعافي التام، أما أن يصاب اللاعب لثلاثة أسابيع أو شهر، فإنه يحتاج لأسبوعين على الأقل لاسترجاع مقومات البدنية، وليست ثلاثة أيام راحة كما ادعى طبيب الرجاء. وفند الدكتور هيفتي تصريح فاخر بشأن معاينته كاروشي أمام زملائه من اللاعبين، وإنما التقى مدرب المنتخب المحلي واللاعب المعني بمكتبه بحضور رشيد حسني ويوسف رابح، اللذين رافقهما الدكتور علاء، وأنه لما عاين حسني أبدى مفاجأته من الطريقة التي يسترجع بها عافتيه، خاصة وأن زميله الهجهوج، احتاج للتعافي من إصابة مماثلة شهرين، وهو من اوصى فاخر بالاعتماد عليه. وختم الدكتور هيفتي بأن من يقرر في الحالات الصحية للاعبين هم الأطباء وحدهم دون غيرهم، وبالتالي لا بد من احترام الاختصاصات والتخصصات. وفي ذات السياق، كشف مصدر مسؤول بالرجاء البيضاوي أن إدارة الفريق لا تتحمل أي مسؤولية في ما وقع، وأن إدارة الجامعة هي المعني الأول بهذا الشأن، حيث أنها كانت مطالبة ببعث رسالة إلى إدارة النادي تخبر فيها بحالة اللاعب وتداعياتها، وحينها يكون الفريق ملزما بتحمل مسؤوليته، ومعرضا للعقوبة في حالة إخلاله بالأمر. مشيرا إلى أن الدعوة للالتحاق بالمنتخب الوطني تتم بناء على مراسلة إدارية، وبالتالي فإن الاحتراف يقضي بأن تكون إدارة الجامعة هي السابق للتأسيس لهذا الأمر، وأن تعتمد المساطر الإدارية المتعارف عليه، وحينها يتحمل كل طرف مسؤوليته.