ٌ تركتْ في الفايس رسائلها ... قالتْ : أستاذُ مساءُ الخيرِ - مساءُ النور عزيزتيَ السمراءُ وفاضَ بنا شَلاّلُ الكلماتِ ... تحدثني عن قططِ البيتِ .. وغازات البطنِ إذا شربتْ كوب عصيرٍ ... أتحدثُ عن حب المهنةِ والشعرِ ... ويمتد بنا الليلُ الى الليلِ ويحملُنا نجمينِ على كتفيهِ تقولُ أخيرا : كِدْتُ أنامُ على الحاسوب وداعاً ألقاكَ على وَتَرِ الوصْلِ غداً في منتصفِ الليلِ . وتُضيءُ تماما في منتصف الليلِ علامتُها الخضراءُ غدا ً أهلا طائريَ الليليّ ْ وتطيرُ فراشاتُ الضوءِ إلى .. مُدُنِ السّرْ ... - هل أحببتِ ؟ تَرُدّ بضحكتها : قد كان فتى يُنبتُ أولى أسنان الحبِّ وكنتُ فتاةً أُنبتُ أسناني الأولى في الحبِّ ما كنتُ إِلَهَتَهُ كان فتى وثنيا ، يُشْرِكُ بي آلهة أخرى غَيَّرْتُهُ .. أو غَيَّرَني لا فرقَ ولا شوقَ أضافتْ في مَكْرِ الأنثى : كنا نخلعُ أسنانَ الحب الأولى . - هل أحببتَ ؟ - أنا ؟ أحببتُ صغيرا .. وكبيراً وإلى نقط الحذفِ ... أَوْرَثَنِي الحبُّ بروقا ورعوداً أورثني كلَّ حبوب الضغطِ أخيرا أورثني سفرُ الحب زواجاً آهٍ آنستي .. لا أدري هل هدأتْ كل بَراكيني ؟! هل يُحرقُ قرصانُ البحر سَفائِنَهُ ليموتَ على جُزر الثلج بئيسا ؟! وأنا ؟! سألتْ في مكر الأنثى ! أنتِ .. صديقة ُ هذا الليلِ ولؤلؤة ُ الشاتِ ومُلهمتي السمراءُ بغمازتها وعيونِ اللوزِ .. أيُرضيكِ الوصفْ ؟ لاحرفَ أضيفُ أخافُ .. أخافكِ يهزمني العُمْرُ وأنتِ مسلحة ٌ بعطور فواكهكِ العشرينَ زمانُكِ غيرُ زماني أخطأتِ الأبراجُ مواعيدَ ولادتنا تأتينَ على بُرج العذراءِ أجيءُ على برج السرطانِ ضحكنا مِلْءَ الشاشةِ هاها هاها هاها هاها خمسة ُ كيلومتراتٍ كانت تلكَ مسافة ُ ضحكتها من مزرعة الليمونِ وغرفتها العليا حتى هذا الجالسِ بين حروفِ الضوءِ على نقراتِ أناملِها . - كيف أجيئُكِ ؟ - اِرْكبْ لي قمر الليلِ وجِئْنِي في مطر الصيف خفيفاً اُنْقرْ في مهلٍ نافذتي لاتزعجْ لحن «إليسا» الساهرَ في أذنيَّ ولا تكسرْ تمثالَ البطل التركيِّ الساكن في عينيَّ فلستَ وسيماً مثل عيونه كي تسرقني منهُ رجاءً .. لاتزعِجْ قطط البيتِ وقبِّلْ في رفقٍ كَفَّيَّ كسيدةٍ تحترمُ أنوثتها . ورجاءً .. لا تلمسْ خُوخَ مراهقتي أنتَ رماديٌّ وأنا لي ألوانٌ من نورٍ لا تعرفها أزرقُ كالبحرِ وأحمرُ كالتوتِ وأصفر كالبرق وأخضر كالروحِ ولي من لوني تَمْرٌ يسبحُ في عسلي وأنا ريفية عذراء أذوبُ وأغرقُ في خجلي لا تُوقِظْ شيطانَ ملائكتي اِشْرَبْ شايَكَ وارحلْ كالضيف سريعا لاترحلْ كرئيس عربيٍّ يسرقُ أرصدتي ! يا هذا العابرُ مِنْ زمنِ الحبِّ الورقيِّ إلى جغرافيةِ الحب الرقميِّ ترجَّلْ عن فرس الضوءِ ستسقطُ فوق تضاريسٍ لا تعرفها . ضَحِكَتْ .. وانطفأتْ جَنَّتُها لم تُبرقْ أبدا في منتصف الليل علامتُها الخضراءُ ولم تُشعلْ أفراحَ حدائقها كيف انكسرَ الليلُ لِغَيْبَتِهَا ؟ هل غرد عصفورٌ آخرُ فوقَ صَنَوْبَرِهَا ؟ هل كانت عابرة ؟ أَمْ كنتُ العابرَ في البُوصاتِ العَشْرِ بِشاشتِهَا ؟