تعتبر جهة الغرب من أفقر الجهات من حيث معيشة السكان رغم غنى الثروات الطبيعية والمؤهلات الاقتصادية المتوفرة، وبما أن الجذام هو مرض الفقراء، فإن الساكنة معرضة لمخاطر الاصابة بالمرض، وفي حالة حدوث ذلك لا قدر الله، فإن وزارة الصحة لاتوفر بهذه الجهة، سوى خلية متواجدة بمكاتب مديرية الصحة، في حين أن مؤسسات الدعم الموجودة هي مركز التوجيه للتخطيط العائلي ومركز تشخيص داء السل، ومختبر صحة البيئة والوبائيات، ومختبر حمى المستنقعات والبلهارسيا ، ومركز التوجيه لداء السكري، ومركز المراقبة الصحية بالحدود، بينما مرض الجذام وضحاياه فهو شأن المركز الوطني بالدارالبيضاء، مع العلم أن مرض الجذام هو مرض الفقراء الذين يعانون من سوء التغذية وقلة النظافة والسكن غير اللائق و ليست لديهم امكانيات التنقل، فمن هؤلاء من يتعايش مع المرض لأنه مرض يتطور في كمون ، اذ أغلب المصابين يجهلون طبيعة المرض ولا يتلقون العلاج الا بعد الاصابة به لمدة طويلة ، فيظل هذا المرض ساكنا صامتا لفترة تتراوح بين 5 و 15 سنة ، ولعل هذا ما يفسر وجود مرضى خاضعين للعلاج يصل عددهم ببلادنا الى غاية 31 دجنبر الماضي، ل 340 شخصا منهم 248 مصابا بالجذام متعدد البكتيريا ، و 92 مصابا بالنوع قليل البكتيريا . وحسب احصائيات وزارة الصحة نفسها فقد سجلت في المغرب 9371 حالة جذام منذ 1960 الى 2009 وفي سنة 2008 وحدها سجلت 53 حالة ، بالرغم من أن البرنامج الوطني لمحاربة الجذام يعتبر أقدم برنامج ، اذ بدأ نشاطه سنة 1950 ، وليس من المقبول أن تظل جهة كجهة الغرب، محرومة من مركز لمحاربة هذا المرض المعدي والخطير