يعتبر داء الجذام أو مرض «هانسل» نسبة إلى مكتشفه، من الأمراض المعدية والمزمنة التي عرفت منذ القديم ولدى الحضارات العالمية قديما، والذي تسببه، حسب مصادر طبية مختصة، باكتيريا «ميكوباكتريون ليبراي»، ومع التطور الطبي لم يعد هذا المرض مخيفا. وحسب مؤشرات طبية، تعتبر جهة سوس-ماسة-درعة غير مصنفة في مرض الجذام أو مرض «هانسل» بالمقارنة مع جهات أخرى. كما أن هذا المرض عرف تقلصا وتناقصا بفعل استراتيجية وزارة الصحة لسنة 2008-2012، الرامية إلى القضاء بصفة نهائية على هذا المرض المزمن والمعدي، حيث بذلت مجهودات كبيرة وجندت وسائل هامة وأقامت مراكز جهوية لإحتوائه والقضاء عليه. وإضافة إلى هذه المراكز الجهوية، صرح المندوب الإقليمي للصحة بأكادير إداوتنان أن الوزارة خلقت مصالح إقليمية ومؤسسات أساسية للعلاج في إطار سياسة القرب من المرضى، زيادة على تكفلها بعلاج المصابين مجانا، وتتبعها للوضعية الوبائية، كما وفرت كل الأدوية اللازمة حتى لا يتجه المرضى إلى الدارالبيضاء للعلاج. وبالنسبة لجهة سوس-ماسة-درعة فقد سجل المركز الجهوي لمحاربة داء الجذام الذي يغطي تسعة أقاليم بالجهة، زيادة على أقاليم جنوبية مثل طاطا ، أسا الزاك، كلميم، طانطان... تناقص عدد المرضى منذ سنة 2005، بحيث لم تسجل سنة 2010، إلا ثلاث حالات جديدة(حالتان بتارودانت، وحالة واحدة باشتوكة أيت باها) زيادة على حالتين قديمتين (واحدة بتزنيت وواحدة بورزازات). وسجلت بالأقاليم الجنوبية حالة واحدة بالداخلة في حين لم تسجل -إلى حد الآن- أية حالة من العجز الصحي. ويتبع مركزالتشخيصات المتعددة لمحاربة داء الجذام التابع لمستشفى الحسن الثاني بأكادير استراتيجية وقائية من هذا الوباء منها الاكتشاف المبكر للمرض والاعتماد على الأدوية المتعددة والتكفل بعلاج المرضى مجانا بتمكينهم من الأدوية باستمرار، حيث بلغت نسبة التحسن والشفاء لحد الآن إلى 67%. وأكد مصدر طبي أن العلاجات بهذا المركز متواصلة ومستمرة لكونه يتوفر على طبيبة مختصة في أمراض الجلد وممرض مساعد، ومصالح متعددة سواء على المستوى الجهوي منها المصلحة الجهوية لداء الجذام والمرصد الجهوي للصحة، أو على المستوى الإقليمي منها المصلحة الإقليمية للتجهيزات والأعمال التنقلية والخلية الإقليمية لعلم الأوبئة ومؤسسة العلاجات الصحية الأساسية ومصلحة الأمراض الجلدية وداء الجذام المتواجدة وغيرها من المصالح التي تمت تعبئتها لمكافحة المرض.