بمنتجعات إحدى قرى إفران، انتهى السيناريست والمخرج التلفزيوني المغربي، إبراهيم شكيري، من تصوير مشاهد فيلمه التلفزي الأمازيغي "لوبيرج"، مستفيداً من المواقع المميزة في هذه المدينة الأطلسية، وكذلك خبرة فريق الممثلين، المجسدين لبطولة الفيلم، منهم أساسا رشيد غالمي، سناء بحاج، محمد الصغير، وخالد اعروش، بمشاركة هاجر ادلال، حميد حبيبي، وعبد الواحد حرش الراس، حيث كشفت مصادر "الاتحاد الاشتراكي" أن الممثلين سناء بحاج ورشيد غالمي الذين يعتبران "كوبل جديد" في عالم الدراما، كان المشاهد المغربي قد تابع "فشل علاقتهما" في المسلسل التلفزيوني الأمازيغي "ميدن نقرث د نحاس" (الناس نقرة ونحاس)، لمخرجه مصطفى أشاور، واختار المخرج إبراهيم شكيري الإشراف على عقد قرانهما في فيلم "لوبيرج" الذي سيتنافس حتما من أجل إيجاد موطئ قدم بين الأفلام الشيقة. ووفق دردشة مع الممثل رشيد غالمي، فإن هذا الفيلم، الذي هو من إنتاج القناة الثامنة الأمازيغية، يروي قصة شاب اسمه عمر، تابع تعليمه بالمدينة إلى حين تخرجه، ليعود إلى قريته التي هجرها منذ صغره، ويكتشف بأن جل أراضي هذه القرية قد أصبحت تحت إبط أحد الأعيان الإقطاعيين، فوجد نفسه مضطرا إلى تغيير الوضع بالتمرد على الإقطاعي، وحينها راودته فكرة إنشاء مأوى سياحيا (لوبيرج) يقصده الزوار، وقد وجد الشاب عمر في الشاب حسن الصديق الوفي، كما في صديقته توناروز (سناء بحاج) التي كانت حليفته في التمرد على الوضع السائد بالقرية، وقد تمكنت من إقناع والدها بإعطاء موافقته من أجل وضع دار عتيقة رهن إشارة الشاب عمر، حيث جاءت الأقدار بأحداث متسارعة اشتد فيها الصراع بين الشاب عمر والشخص الإقطاعي قبل تحرير القرية بجعلها محجا سياحيا. الفيلم الأمازيغي "لوبيرج"، الذي سيعرف طريقه إلى الشاشة الصغيرة، يضم بين شخوصه أيضا أسماء أخرى، منها جميلة صديقي، إدريس الكيسي، الحسين أكضى، رابحة عكازي، منى نرفودي، مهى المنصوري، المصطفى أبريك، وفي تصريح لإحدى بطلاته، هاجر ادلال، فالفيلم عبارة عن قصة "تحكي دور المجتمع المدني في القرية المغربية ومساهمته في التنمية المجالية، وتطرح الصعوبات التي تواجه أبناء البادية وكيفية إقناعهم في انجاز مشاريع مدرة للدخل رغم الخصوصيات الثقافية التي تواجههم"، وذاك كله في أحداث ومشاهد مصاغة في قلب فني متسم بالكثير من عناصر التشويق والمتعة، وفي انسجام تام بين شخوصه، إضافة إلى طاقمه الفني والتقني، الذين تجمعهم قواسم مشتركة متعددة، كما أن الفيلم، بحسب مصدر مقرب من عملية الإخراج، هو تجربة مختلفة عن التجارب التي قام المخرج بخوضها سابقاً بأمل أن تنال رضى المشاهد المغربي. المخرج إبراهيم شكيري، كما سبقت الإشارة إليه، من مواليد 1969 بإنزكان، هاجر مع أسرته إلى الديار البلجيكية، وهو في سن الخامسة، حيث درس هناك الابتدائي والثانوي، قبل التحاقه بجامعة بروكسيل لدراسة علم الاجتماع، كان قد بدأ مساره المهني كمراسل مصور في بلجيكا لقنوات تلفزية، ثم في تركيا، ماليزيا وتايلاند وباكستان، ليعود إلى وطنه المغرب، وله تجارب تلفزيونية كبيرة، ليس آخرها فيلمي "إلى الأبد" و"انفصام" الذين بثتهما القناة الثانية، أو مسلسلات من قبيل "سيف الظلام" و"دائما وإلى الأبد" و"السيدة الحرة"، إذ سبق له أن أخرج أعمالا مختلفة، بين الكوميدي والكلاسيكي والتاريخي، بشراكة وتعاون أحيانا مع مخرجين آخرين، من بينها "شلح وبغاها فاسية"، و"منحوس وزادوه قادوس"، و"تويركا" و"الكابوس" و"تازيت" و"المظروف" و"سيدي محمد أوعلي" وغيرها.