سأَسْحبُ من دخانها وأنفث يُريدُ هواءُ هذه اللحظة أن يَتَخَلَّى عَنِّي أنْ يتوارَى خَلْفَ هَذِهِ التّلّة ويأخذَ معهُ أفكارِي لِيَجْعلَها تُخَشْخِش ويستمتع بذلك، فيما أنا أَخْتَنِق وأزِيدُ اختناقًا! آه يا عزيزي الهواء المُخاتل إنَّ مَسْعاكَ سيبوءُ بِالْفَشَل فأنا الآن سأشعلُ سيجارة وسَأَسْحَبُ من دُخَانِها وأنْفُث ثمّ أسحَبُ ثمّ أَنْفُث وهكذا إلى أن يتغلغلَ بين حنايَاك الدّخان وتزرقَّ دواخلك وتتقهقر متبدِّدًا وتصيرَ أضحوكةَ ثاني أوكسيد الكربون كنتُ لِلتَّوِّ قدْ وَصَلْت كُنْتُ للتّوّ قَدْ وَصَلْتُ إلى تلك المدينة التي لم أَزُرْها منذ صيف قديم وكان جرَّاحونَ على شاطِئِها يُخْرِجون من جُمْجمةِ غريقٍ جِيءَ بِه من عُمْق اليَمّ طحالبَ وقواقع وبِمُجرَّد ما يُعيدونَها إلى البحر يَقِفُ ذلك الغريق ويُكْمل إغلاقَ جُمجمته بيديه ويُحَيِّي الحُضُورَ بإشارة وَبَعْدَها يأتي مُمَرِّضُونَ بغريقٍ جديد ويُمَدِّدُونه على سرير الجراحة فيما يكونُ سابقُهُ قد رَكِبَ درَّاجته النَّاريَّة ومَضَى نحو بيته حَيًّا ولكنْ بِلا لَحْمٍ يَكْسُو عِظامَه بلا لحْمٍ ولكنْ بِروح مَرِحة... أصدقاؤه سيحتفلونَ بعودته هذا المساء وسيلاحظون أنّ لَهُ في الرّقصِ هَزّةَ كتفٍ لا تُضَاهى الجسرُ السّاخنُ ظَهرُه الجِسْرُ السّاخنُ ظَهْرُه بسببِ نَزْلة برد المصابةُ عُمُدُه بالحمَّى الذي قَطَعْتُه قبل ساعة هو الذي أخطِّط الآن لأبحاثي المتعلّقة بتاريخه وبمسقط رأس أحجاره أبحاثي التي سأزور من أجلها أصقاعًا نائية وسأعاينُ براكين ومقالعَ أحجار اذهبي الآن لتنامي سلوى ما دمتِ سترافقينَنِي منذ الصّباح الباكر في رحلةِ بحثي الطويلة عَبْرَ جِسْرِنا العتيد الذي تُسَخِّنُه نزلةُ برد وتَمْرُق عبره أرواحُ أسْلاف مُنْدسَّةً في قواقع