توجد مدينة سيدي بنور في وضع بيئي لا تحسد عليه، فبعد الأزبال التي لم تستطع مخططات المجلس البلدي الحد من انتشارها بين الأحياء السكنية وبجانب المؤسسات العمومية... رغم تفويت قطاع النظافة لإحدى الشركات، أضف إلى ذلك الإهمال الذي تعرفه المدينة في إحداث مجال أخضر يكون بمثابة متنفس للساكنة وفضاء للأطفال والأسر... تنضاف إلى هذا وذاك ،النفايات التي تنفثها مداخن معمل السكر في الفضاء وما «تزخر» به الطرقات من حفر و تآكل لجنباتها. تئن مدينة سيدي بنور تحت ثقل الأوضاع المتدنية التي أصبحت تعيشها لدرجة صارت تبدو فيها لزوارها وقاطنيها، كالعجوز التي أعيتها الأزمات، ونالت من وجهها تجاعيد السنين، وارتدت رغما عنها وشاح «سوء الطالع»، رغم كونها «القلب النابض» لدكالة وعاصمتها ايضا وضع بيئي متدهور و أزبال في كل مكان الجريدة دققت في الأمر وتساءلت عن أسرار تراجعها التي جعلتها تقدم قدما وتؤخر أخرى في تقدمها بين المدن . فكان لهذا التراجع أسباب ، فالمشاريع التنموية معطلة وموقوفة في زمن لا تعود فيه عقارب الساعة إلى الوراء ، والمشاكل والأزمات في تزايد مستمر وعندما تسأل عن الأيدي الخفية التي تعيق تلك المشروعات التنموية تأتى الإجابة أن مصالح المواطنين بمدينة سيدي بنور غائبة عن أذهان من تقلدوا مسؤولية تدبير الشأن المحلي، فالمجلس مشلول لا يقوى على الحركة بكل مكوناته ، و الأزمة بادية و لا غبار عليها تعلق الأمر في انجاز المشاريع التنموية أو الانسجام داخل مكونات المجلس . والجريدة ترصد مدى الإهمال الذي طال مدينة الفقيه أبي النور في العديد من المجالات ، وقفت على الغياب التام لأي متنفس أخضر للساكنة البنورية، فباستثناء الحديقة المتواجدة على مستوى شارع الجيش الملكي و التي تنت إعادة تهيئتها بعدما طال الإعدام مجموعة من المغروسات و الأشجار خصوصا منها النخيل، فليس هناك أي مكان آخر تقضي فيه الأسر رفقة أفرادها وقتا من الراحة ، غياب مسابح بلدية كان سببا رئيسيا في توجه العديد من الأطفال و الشباب إلى السواقي قصد التخفيف من لهيب الشمس، فكان أن لقي البعض منهم حتفهم غرقا تاركين آلاما وجروحا عميقة في نفوس الأهل والأصدقاء، الطرقات الداخلية بدورها لم تنج من الإهمال وانعدام المراقبة الصارمة، في تكالب ضد مصالح الساكنة البنورية ، يقول أحد الساكنة مصرحا للجريدة «لم أر طرقا داخلية تشبه طرقنا، فحفرة تجاور الأخرى، وكل واحدة تنسيك في الأخرى حجما وعمقا، انه الإهمال والفشل بعينه...» أينما توجهت داخل مدينة سيدي بنور إلا واستقبلتك الحفر من حيث لا تدري ، تكفي زيارة حي أرض الخير والسعادة و الفيلاج والصفار والبام وغيرها لمعرفة مدى الإهمال الذي لحق بالطرقات الداخلية و تآكل جنباتها نتيجة الغش في استعمال المواد الأساسية و غياب المراقبة المستمرة والصارمة في تطبيق دفتر التحملات. لقد ضاقت ساكنة سيدي بنور صبرا وهي تئن تحت وطأة التلوث البيئي الناتج عن الأزبال المتراكمة بجانب الطرقات الداخلية، حيث تصادفك أكوام من النفايات والقاذورات في كل ركن، روائح كريهة تزكم الأنوف وحشرات سامة تتناسل لتنشر الأمراض والأوبئة بين الساكنة وحيوانات ضالة اتخذت من حاويات الأزبال وكرا لها، تهاجم المارة بشراسة خصوصا أثناء الليل، فمدينة سيدي بنور لم تحظ بعد بشيء اسمه النظافة بالرغم من تواجد شركة متعاقدة في مجال النظافة. يقول سعيد متحدثا للجريدة «الأزبال منتشرة، والمجلس البلدي غائب عن الوجود، فالحالة التي يتواجد عليها السوق الأسبوعي تعتبر كارثة بكل المقاييس، أكوام من الأزبال وسط الطريق ولا من يحرك ساكنا، وكأن التعايش مع الأزبال قدرنا المحتوم؟ «الغضب كان باديا على ملامح سعيد و هو يشير إلى بعض الأماكن « المحكورة « على حد تعبيره ، وأوضح قائلا: «أصبحت أكوام القمامة المتعفنة المشهد الأبرز، والذي نشاهده في كل شارع أو حي في مدينة سيدي بنور، وإذا كان هذا المشهد مسيئا لمدينة تاريخية وصورتها الحضارية والجمالية، فإن الأخطر من ذلك هو ما أسفر عنه هذا التردي في جانب النظافة من اكتظاظ الأحياء السكنية بأكوام القمامة، والتي بدورها تحولت إلى حاضن خصب للفيروسات والجراثيم الناقلة للأمراض الفتاكة». فالسوق الأسبوعي يدر على صندوق البلدية الملايير من السنتيمات دون أن تنعكس تلك المداخيل على أوضاعه البنيوية من صيانة و تجهيز ونظافة، فبالقرب من المجزرة قد تصاب بالغثيان نتيجة الأزبال وبقايا الحيوانات، نفس الأمر بالنسبة لباقي الأماكن (رحبة الخضر و رحبة بيع اللحوم خصوصا)، تراكمات المتلاشيات و المواد السامة والخردة والنفايات تسد كل الممرات الطرقية داخل السوق الأسبوعي، وفي هذا الصدد يقول أحد أبناء المدينة « «تصوروا الآن عند ولوجنا للسوق الأسبوعي لقضاء حوائجنا الحياتية نضطر إلى السير فوق القمامة والقاذورات المتعفنة، والأمر ذاته ينطبق على أطفالنا وأسرنا، ما يعني أننا محاصرون بالأمراض ومجبرون على التعايش معها والقبول بما يعرض أرواحنا للخطر، وتحميل المواطنين في مدينة سيدي بنور ما لا يطاق بالتأكيد لن يطول الصمت عليه، وعلى الجهات المختصة سرعة تدارك تقصيرها قبل تفاقم الأمور». مبادرات جمعوية تطوعية يقوم بها مواطنون لرفع القمامة من أحيائهم ووسط السوق الأسبوعي إلا أن شح الإمكانيات أدى إلى عجزهم عن الاستمرار في ذلك خاصة مع طول فترة توقف عمال و شاحنات النظافة عن تنظيف المكان . كل تلك المعاناة يتعرض لها المواطنون في ظل صمت مطبق وكأنها مدينة لا توجد فيها جماعة حضرية وسكانها ليسوا مواطنين لهم حقوق ومتطلبات يستوجب على المعنيين بالأمر سرعة تلبيتها وعدم التسويف فيها أو إعلان عجزهم عن القيام بمسؤولياتهم وترك مناصبهم للقادرين على القيام بواجبهم، أما الاستمرار في هذا الوضع المزري فلا يقبله عقل أو منطق. مطرح الأزبال ينذر بكارثة بيئية تطرح النفايات الصلبة بمدينة سيدي بنور والمراكز المجاورة لها عدة إشكالات بيئية ، تنجم عنها عدة آثار سلبية على واقع البيئة الحضرية، مما يجعل منها إحدى المشاكل ذات الأولوية في إعادة تأهيل المجال الحضري بهذه المنطقة. الساكنة البنورية تنتج عشرات الأطنان من النفايات في اليوم ، يقذف جزء منها مباشرة في الأوساط الطبيعية، والتي تتضاعف خلال موسم الصيف ، ونظرا لأهمية البيئة وأثرها الخطير في حياة الإنسان، وما تشكله من هواجس دائمة على أمنه وحاضره ومستقبله ، عملت الجريدة على ملامسة الموضوع قصد إعطاء صورة ولو تقريبية عن أزمة بيئية في المنطقة بدأت تلقي بظلالها القاتمة على حياة السكان المجاورين لها والذين اكتووا بنارها رغم النداءات الكثيرة التي أطلقت تحذر من عواقبها. تمر شاحنات نقل النفايات والتي لا تخضع للشروط المطلوبة، تاركة وراءها بقايا الأزبال بسبب السرعة والضجيج الذي تحدثه وعدم الوعي بمدى المسؤولية التي يتحملونها، خصوصا وأنهم مجردون من أبسط شروط السلامة والوقاية من الأوبئة وما قد يصيبهم من أضرار جراء ذلك ، وهذا من بين الأشياء التي تثير غضب سكان الحي و تقلق راحتهم. يوجد مطرح النفايات خارج المدار الحضري بحوالي 7 كيلومترات وبالضبط بدوار أولاد ناصر التابع لقيادة بوحمام جماعة العطاطرة ، تبلغ مساحته الإجمالية حوالي أربعة هكتارات ، وتؤدي بلدية سيدي بنور مقابل استعماله ما قدره 30 مليون سنتيم سنويا لفائدة جماعة العطاطرة، لا يخضع للحراسة حيث لاحظنا عدم وجود حارس، ويستقبل آلاف الأطنان من الأزبال يوميا نتيجة تزايد الساكنة البنورية مما ينذر بتحوله في المستقبل القريب إلى بؤرة خطيرة للتلوث ستؤثر سلبا على المجال البيئي، سواء تعلق الأمر بالهواء الذي أصبح ممزوجا بروائح كريهة لغياب تقنية التغطية أو على مستوى الفرشة المائية والتي تشكل مصدر تزويد العديد من الدواوير المجاورة للمطرح الحالي خصوصا وأنه متواجد بمنطقة فلاحية ، كما يهدد صحة وسلامة السكان بسبب تكاثر الحشرات السامة التي تتنقل بينهم، والتي تشكل خطرا على حياتهم كالعقارب والديدان و«الطوبا» والفئران... وأخرى تسبب أمراضا مختلفة على مستوى العين والجلد والتنفس كالناموس والذباب وغيرهما. وعلى ذكر « الطوبا»، فان المقبرة المتواجدة بالقرب من مطرح النفايات أصبحت تمثل مكانا مناسبا لإنشاء جحور لها مما يجعلها عرضة للتلف والتخريب ،علما بأن المقبرة غير مسيجة مما يجعلها كذلك مكانا ملائما للكلاب الضالة والقطط وغيرهما . يتم إفراغ حمولات النفايات الصلبة في مطرح غير مراقب بصفة كلية، مما ينجم عنه العديد من الآثار السلبية على الساكنة والبيئة الحضرية على السواء، أو ترمى بصفة عشوائية، مما يشكل عدة نقط سوداء تؤثر على الجانب الإيكولوجي للمنطقة. وهذا ما أكده أحد المهتمين بالبيئة ل»الجريدة» حيث صرح أن النفايات المنزلية يتم تجميعها بوتيرة تتغير حسب الأحياء، وهي غالبا ما تكون ضعيفة وغير منتظمة في الأحياء الشعبية، ويشكل المطرح الكائن بدوار أولاد ناصر مركزا حقيقيا للتلوث حيث أصبح ينذر بكارثة بيئية خطيرة قد تستمر تداعياتها على ساكنة المدينة والدواوير المجاورة كدوار لقواولة ، أولاد الطالب، لعطاطرة... خاصة مع اتساع رقعة مفرغ الأزبال وكمياتها، كما باتت روائحها النتنة والكريهة تصل إلى منازل الساكنة، بل إن ذباب وحشرات المفرغ تلج المؤسسات التعليمية القريبة منه ناقلة كل أنواع الميكروبات والجراثيم، لتشكل بذلك خطرا على صحة التلاميذ والسكان. كما يشكل مطرح الازبال بأولاد ناصر خطرا قائما لوجوده في منطقة محاذية لمجاري قنوات مياه السقي، التي أصبحت مهددة بالتلوث بفعل تسرب الأزبال والنفايات إليها والتي ترمى فيها أو بجانبها، إضافة إلى ما تسببه هذه النفايات من أضرار جسيمة خصوصا بالنسبة للثروة الحيوانية وإنتاج بعض الخضر والمزروعات التي تسقى من مياهها ، كما يلحق الضرر بالتربة نظرا لما تحتويه من مواد سامة مثل الزئبق، الرصاص .... إلى أن تصل إلى الإنسان الذي يعتبر أكبر متضرر منها، وأوضح بعض أعضاء الجمعية أن أمراضا عديدة قد تنجم عن التلوث البيئي. إن ول ما يستقبل الزائر هي الروائح الكريهة المنبعثة من أكوام النفايات التي تزكم الأنوف وأسراب الذباب المنتعشة في هذا الفضاء الملوث جدا ، ثم الكلاب الضالة والتي تتغذى من هذه النفايات المسمومة ، وغير بعيد عنها قطعان الغنم وهي ترعى وسط الازبال والنفايات في مشهد مثير ومقلق في نفس الوقت ، وقد بدأ الفلاحون يشتكون من الانتشار المكثف لمادة اللدائن ( البلاستيك) المختلفة الالوان والتي بدأت تظهر كلوحة رسمتها الطبيعة على مساحة مهمة ، وقال هؤلاء إن المادة كثيرا ما تعيق قلب وحرث الأرض وتؤثر على مردوديتها الإنتاجية ناهيك عن الخسائر التي تتسبب فيها حين التهام البهائم هذه اللدائن .ومازال سكان جماعة العطاطرة ينتظرون بفارغ الصبر من الجهات المسؤولة التدخل الفوري لإيجاد حل عاجل وناجع للمزبلة، عبر إنشاء مزبلة جديدة بعيدة عن الساكنة ومجاري المياه، تراعى فيها كل الشروط الحديثة لمعالجة النفايات الصلبة، حتى لا تتكرر نفس المأساة في جهة أخرى من جهات المنطقة. أما الأمر الأكثر إثارة ودهشة فهو الفوضى في أكوام النفايات وهي مبعثرة هنا وهناك بدون تنظيم ولا تنسيق ولا تجميع، وعندما سألنا عن السبب قيل لنا إن العمال المكلفين بالنظافة هم من يرمون بالأزبال في مكان خارج أسوار المطرح وبالقرب من الساقية التي يستعمل مياهها أكثر من دوار، وللقارئ الكريم أن يتخيل – خاصة إذا كان يهتم بالفلاحة أو تربية الماشية ... – الآثار السلبية الناجمة عن هذه العملية وهي مصيبة بدأت آثارها وان لم نقل قد ظهرت فعلا ومنذ زمن على بعض سكان المناطق المجاورة ، لم نتمكن من ربط الاتصال بالسيدة رئيسة جماعة العطاطرة بحكم أن مطرح النفايات يوجد بمنطقة تابعة لجماعتها غير أن بعض السكان أكدوا كون جماعتهم لم تقم بما يلزم لحمايتهم، وذلك باتخاذ إجراءات وقائية. وأمام هذا الخرق طالبت الساكنة السلطة المحلية باستدعاء اللجنة الإقليمية للخروج إلى عين المكان خصوصا وان هذه النفايات قد تصيب الفرشة المائية . ظاهرة أخرى تهدد ماشية الدواوير المحاذية للوادي وهي الكلاب الضالة التي وجدت في هذا المطرح ضالتها , فاستقرت فيه وأصبحت لا تتغذى فقط على هذه النفايات بل حتى على ماشية السكان حيث تتعرض لها وتفترس منها رؤوسا كثيرة كما آن هذه الكلاب تهاجم الأطفال المتوجهين إلى المدرسة وتهدد حياتهم . نفس الشيء بالنسبة للمارة والزوار . الأمر الذي استشعرته مكونات المجلس القروي لجماعة العطاطرة التي بدأت تلوح بإغلاق مطرح النفايات ضمانا لسلامة صحة الساكنة من جهة و نظرا لعدم التزام المجلس الحضري بسيدي بنور بالتزاماته في هذا الشأن خصوصا فيما يتعلق بتسييج المطرح. وحسب أحد أعضاء الجماعة القروية العطاطرة: « فإن الشيء الذي يعمل من أجله المجلس الجماعي أنه أصبح ينبش في كل الملفات التي كان مسكوتا عنها أو تعتبر من الطابوهات التي لا يجب مناقشتها في المجلس السابق ، الشيء الذي دفع المجلس للعمل على مراجعة اتفاقية الشراكة بين المجلس البلدي لسيدي بنور والمجلس الجماعي للعطاطرة حول مآل مطرح النفايات بأولاد ناصر، إحدى الدوائر التابعة لجماعة العطاطرة . ولإغناء النقاش وتنوير الرأي العام ،فالقرار الذي صدر يوم 04 فبراير بمقر جماعة العطاطرة أثناء انعقاد دورة المجلس جاء بعد نقاش بين جميع الحساسيات المكونة للمجلس، وكذلك بتشاور مع المجتمع المدني والمواطنين الدين سئموا من تقديم الشكاوى بضرورة رفع الضرر وإغلاق المطرح. ولذلك قررنا إدراج هذه النقطة الخاصة باتفاقية الشراكة أمام المجلس من أجل مناقشتها، وبذلك خلص الجميع إلى قناعة بضرورة إغلاق المطرح والتي تم ربطها بمجموعة من الأسباب: (عدم التزام المجلس البلدي ببنود الاتفاقية - عدم إقامة حزام أخضر يحيط بالمطرح - غياب تواجد أسلاك شائكة فوق الحائط للحد من تسرب الأكياس البلاستيكية للأراضي المجاورة - عدم صرف الغلاف المالي المحدد في 30 مليون سنتيم ثلاث سنوات الأخيرة - عدم تواجد آلة جارفة لأشغال الردم تكون خاصة بالمطرح) أيضا كان من بين أسباب هدا القرار بأن حجم الضرر الذي كان أثناء انعقاد الاتفاقية سنة 2004 قد تفاقم وبالتالي فالتعويض المقدم للجماعة من أجل جبر الضرر للسكان المجاورين لم يعد يكفي ،كذلك من بين الأسباب وراء هذا القرار تفاقم الشكايات من طرف المواطنين ،حيث أصبح المطرح مملوء بالكلاب الضالة الشيء الذي أصبح يهدد الساكنة وخاصة الشباب المتمدرس لذلك ندعو المجلس البلدي لسيدي بنور لتحمل مسؤوليته ، لأنه أصبح من غير المقبول أن يظل وضع المطرح بالشكل القديم». وفي هذا الإطار اتصلنا هاتفيا بالسيد رئيس المجلس البلدي بسيدي بنور لأخذ وجهة نظره حول القرار المتخذ من طرف جماعة العطاطرة و كذا الوضع المقلق الذي يتسبب فيه مطرح النفايات وما له من انعكاسات سلبية على البيئة نتيجة سوء تدبير القطاع، وما تعرفه أحياء المدينة من تراكم للأزبال فكان هاتفه يرن في كل مرة لكن دون رد ... . ويطالب السكان من رئيس المجلس البلدي العمل على حمايتهم من الأضرار التي قد تلحق بهم مادامت بيئتهم مهددة بالتلوث وانتشار الميكروبات ، فقد يصعب على المرء مشاهدة الأمهات وأطفالهن يحملون أمراضا جراء تلوث بيئتهم ، ويأسف المرء كثيرا لتدني العناية بهم وأوضاعهم الصحية والاقتصادية والاجتماعية ممن تحملوا مسؤولية الدفاع عن حقوقهم المدنية ، فأحياء المسيرة – الصفار – الفيلاج – البام – الوفا ... من أبرز الأحياء التي لا تخضع باستمرار لعملية النظافة وكأنها ليست جزءا معنيا بالاتفاقية التي أبرمتها شركة النظافة مع المجلس البلدي والتي تأخذ من المال العام مئات الملايين من السنتيمات سنويا ، فبالقرب من حي الصفار توجد الأزبال متراكمة هنا وهناك وعلى امتداد سور السوق الأسبوعي في غياب تام للحاويات التي بدورها تختفي وتظهر بين الفينة والأخرى ما يدفع الساكنة إلى التخلص من النفايات بأماكن عشوائية . مكان آخر يعتبر نقطة سوداء في مجال النظافة و فضاء للتلوث البيئي كان موضوع زيارتنا ألا وهو السوق الأسبوعي ، الأزبال منتشرة في كل مكان ، بقايا العظام ، وأحشاء البهائم ...تنبعث منها روائح تزكم الأنف وفي جانب آخر تناثرت اللدائن كأنها سرب من الغربان ، بقايا الأسماك ، البيض ، الخضر المتعفنة ، ريش الدجاج ... وأشياء أخرى جعلت من هذا السوق يبدو وكأنه مزبلة بامتياز، الأمر الذي يدفع بنا لطرح نفس السؤال الذي طرحه أحد شباب المنطقة حيث قال: «متى ستصبح شؤون المدينة والمنطقة بأكملها وساكنتها محط عناية من طرف الجهات المسؤولة (بلدية – جماعات – صحة – وقاية مدنية...) خدمة للتنمية المحلية والتطور الاقتصادي بها وسلامة ساكنتها؟ على سبيل الختم لسنوات طويلة كثر الحديث عن مدينة سيدي بنور التي سيعاد لها الاعتبار، وستعاد على خارطة المدن المتقدمة حضريا وسياحيا واقتصاديا، وسينعم المواطنون فيها بالرفاهية.. غير أنه مضت السنوات ولم يتحقق من كل تلك الأحاديث سوى ما نراه اليوم ونلمسه من تحول سلبي للوضع البيئي وما تعانيه من قلة الفضاءات الخضراء وانتشار للازبال والنفايات... الأمر الذي يجعلنا نضع مليون علامة استفهام على طاولة المسؤولين، لأنه وببساطة، بلغت المدينة باعوجاج أوضاعها وسوء تسيير شؤونها البيئية وتلك المتعلقة بالنظافة، حدا غير مسبوق. فهل ستجد سيدي بنور «القلب النابض» لدكالة من يأخذ بيدها و يعيدها إلى «الحياة «مرة أخرى؟