تعتبر جهة مراكش تانسيفت الحوز من أكثر الجهات المغربية إنتاجا للحبوب, حيث يصل معدل إنتاجها السنوي إلى حوالي 6 ملايين قنطار, أي ما يعادل 10% من الإنتاج الوطني، وبعد أن أكدت العديد من الدراسات قدرة الجهة على رفع مردودية الهكتار من 28 إلى 50 قنطار في الأراضي المسقية, فإن مخطط المغرب الأخضر تبنى خيارا يقوم على رفع الإنتاج الإجمالي من حوالي 1.9 إلى حوالي 2.2 مليون طن في أفق سنة 2020 مع تقليص المساحة المسقية المخصصة لزراعة الحبوب من 70000 إلى 40000 ألف هكتار ليتسنى زرع المزيد من المنتجات التي تحقق مستويات عالية من الربح. بالنسبة للوضع الحالي تفيد إحصائيات المديرية الجهوية لجهة مراكش تانسيفت الحوز أن المساحة الإجمالية المسقية المزروعة بالحبوب تقلصت من 54000 إلى 51000 ألف هكتار ومن المرتقب أن ترتفع مردودية الهكتار من 35 إلى 40 قنطارا وأن يرتفع الإنتاج من 1.9إلى 2 مليون طن. التركيز على رفع المردودية والإنتاج بهذه الجهة يفرضه الحرص على تأمين حصاد حد أدنى من الحبوب بجودة عالية لأن تباين مستوى الإنتاج بها وفق التقلبات المناخية هو الذي يساهم بشكل كبير في تحديد نوعية الموسم الفلاحي الوطني، ويؤثر بالتالي في القرارات الحكومية المرتبطة بتحديد مستوى الرسوم الجمركية المطبقة على واردات الحبوب, والتركيز على رفع المردودية والإنتاجية والجودة يفرضه كذلك تزايد الطلب العالمي على الحبوب وارتفاع الأسعار في حوالي نصف سنة بحوالي 100 أورو في القنطار, فالجهة لها مكانة متميزة في تحقيق الأمن الغذائي وفي تحسين الأوضاع المعيشية لسكان الوسط القروي, الترجمة العملية لهذا الخيار انطلقت، في إطار الدعامة الأولى، ببرمجة 15 مشروعا تتطلب استثمارا إجماليا بقيمة 278 مليون درهم، لتكثير بذور الحبوب وتكثيف الإنتاج وتحسين المنتوج، ومن المرتقب أن يسفر هذا الخيار عن ارتفاع القيمة المضافة بالمناطق المسقية بنسبة 24% سنة 2013 ثم بنسبة 57% سنة 2020، أما بالنسبة للمناطق البورية، الخاضعة لمعدل التساقطات المطرية ولتزامن التساقطات مع مختلف مراحل النمو، فمن المتوقع أن ترتفع هذه النسب من 3% سنة 2003 إلى 12% سنة 2020, واستنادا إلى إحصائيات المكتب الجهوي, فإن تفعيل مشروع إنتاج البذور المختارة يهم بشكل خاص منطقة الحوز الأوسط وقلعة السراغنة والرحامنة, حيث من المقرر توسيع المساحة المخصصة لإكثار البذور من 1600 على 4000 هكتار في أفق 2020 مع رفع المردودية من 40 على 65 قنطار في الهكتار، أما إذا انطلقنا من نتائج الموسم الفلاحي 2009/2010 فإن إنجاز 2450 هكتارا, أي ما يعادل 112% من التقديرات الأولية يعد ببلوغ الأهداف المرسومة قبل حلول سنة 2020، ومن غير المستبعد أن يساهم الاهتمام بتأطير المنتجين وبتقوية التعاون مع التنظيمات المهنية في تسريع وتيرة تنفيذ مقتضيات مخطط المغرب الأخضر وفي التخفيف من فاتورة استيراد 3092.2 مليون طن من القمح سنة 2010 بقيمة 6950.1 مليون درهم, ما يسترعي الانتباه هو أن الانطلاقة الجيدة لبرنامج سلسلة الحبوب تزامنت مع ارتفاع الأسعار في الأسواق الدولية إلى مستويات صارت تهدد بانتشار المجاعة في عدة دول، ذلك أن معدل سعر الطن المسجل في سوق باريس ارتفع من 130 أورو في يونيو 2010 إلى 232 أورو في شتنبر 2010 ومنها إلى 256 أورو يوم 7 يناير 2011 ,أما في سوق شيكاغو فارتفع من 446 دولارا في يونيو 2010 إلى 774 دولارا في بداية يناير 2011,فزراعة الحبوب ليست مجرد نشاط تجاري وإنما هي أداة لتحقيق السيادة الوطنية,