في ظل تراجع عدد السياح الوافدين من بعض الأسواق الكلاسيكية نحو المغرب وخصوصا من فرنسا وإيطاليا وبلجيكا، يحاول المسؤولون في وزارة السياحة طرق أبواب أوربا الشرقية و الوسطى التي باتت تشكل منبعا هاما لتصدير السياح ، وبعد تركيزهما على السوق الروسي خصوصا، تحاول كل من وزارة السياحة والمكتب الوطني المغربي للسياحة في إطار إستراتيجية تنويع الأسواق السياحية، إطلاق إجراءات هادفة لتعزيز تموقع وجهة المغرب بالأسواق الواعدة، بدول أوروبا الشرقية. وفي هذا السياق أكد لنا وزير السياحة لحسن حداد في اتصال أمس، أن دول أوربا الوسطى مثل هنغاريا والنامسا والتشيك و سلوفاكيا.. بدأت خلال السنوات الأخيرة تشهد انتعاشا اقتصاديا ومعه بروزا متناميا للطبقة المتوسطة، هذه الأخيرة بدأت ترفع من حجم طلبها السياحي ليس فقط نحو دول أوربا الغربية بل كذلك نحو الوجهات القارية الأخرى. وأوضح حداد أن المغرب يحاول استغلال هذه الفرصة من أجل تثبيت أقدامه بهذه الأسواق الواعدة لجلب أكبر عدد ممكن من السياح، وفي هذا السياق - يوضح الوزير تستعد الوزارة الوصية بمعية المكتب الوطني للسياحة لطرق أبواب السوق الهنغارية التي سيسافر إليها مسؤولو المكتب خلال الأيام القليلة القادمة لبحث سبل الرفع من حجم السياح الهنغاريين إلى المغرب. ويتوخى حداد رفع حجم حصة المغرب من السياح الهنغاريين من 4 ألاف سائح حاليا إلى أزيد من 20 ألفا ، وهو هدف لا يمكن بلوغه إلا عبر فتح خط جوي مباشر من العاصمة بودابيست قد تتكفل به إما الخطوط الملكية المغربية أو إحدى الشركات الدولية . وتبعا لإستراتيجيته الرامية إلى تكثيف الترويج وتنويع الأسواق، سيجري الوزير لحسن حداد زيارة إلى هنغاريا في ماي المقبل ، بهدف تعزيز تموقع وجهة المغرب بهذه السوق، التي تعتبر أحد أهم أسواق أوروبا الوسطى بحوالي 5.6 مليون سفر إلى الخارج خلال سنة 2014. وتعتبر أوروبا الشرقية سوقا واعدة بالنسبة للسياحة العالمية نظرا للنمو الملحوظ في عدد السياح المسافرين للخارج، إذ سترتفع نسبة الأشخاص المسافرين من أوروبا الشرقية نحو الخارج ، حسب توقعات المنظمة العالمية للسياحة، بشكل كبير في السنوات القادمة. وسجلت هنغاريا نموا يقدر ب +3.6 % ، وانخفاضا لنسبة البطالة بمعدل سنوي 7.7%، وهذا بفضل التدابير المكرو-اقتصادية المتخذة من طرف الحكومة والتي ساهمت في تخفيض العجز الحاصل خلال 2015، و جعل هنغاريا من بين أكثر بلدان الإتحاد الأوروبي ديناميكية. وتشكل هذه الزيارة التي سيقوم بها السيد لحسن حداد لهنغاريا فرصة سانحة للالتقاء بالمتدخلين السياحيين وصناع الرأي الهنغاريين، وستكون كذلك فرصة للتعريف بجاذبية وجهة المغرب وتعزيز مكانته لدى سياح هذه السوق، عبر حملة تواصلية مستهدفة، تأخذ بعين الاعتبار متطلبات السياح الهنغاريين فيما يتعلق بالسفر. كما يدخل إطلاق خط جوي جديد بين الدارالبيضاء وبودابست في إطار الأولويات التي يجب العمل عليها لتنمية التدفقات السياحية من هذه السوق، وذلك من خلال توقيع اتفاقيات شراكة مع منظمي الرحلات الهنغاريين. وللتذكير، فقد شارك المغرب في مارس 2015 بالدورة 37 من معرضUtazas هنغاريا للسياحة، من خلال تمثيلية المكتب الوطني المغربي للسياحة بأوروبا الشرقية بفارسوفيا.