أصبح فريق الرجاء البيضاوي يتصدر سبورة الترتيب بفضل نسبة الأهداف، عقب فوزه على شباب المسيرة خلال المواجهة التي جمعت الطرفين لحساب الجولة الأولى من مرحلة الإياب، وكانت العناصر الرجاوية تراهن على هذه المحطة مستثمرة امتياز الاستقبال لإضافة فوز جديد، والالتحاق بالتالي بالصدارة إلى جانب كل من المغرب الفاسي وأولمبيك آسفي. وإذا كانت الجولة الأولى لم تفرز مستوى تقنياً يرقى إلى الحد الأدنى من التطلعات، فإن الشوط الثاني ارتفع خلاله الإيقاع، وبدا الرجاويون أكثر عزماً على رسم التفوق الهجومي، وأكثر احتكاراً للكرة فوق رقعة الميدان، وهو نهج ساهم في صنع العديد من محاولات التهديف، وتهديد مرمى الحارس زهير عفيفي في العديد من المناسبات، لكن الدقيقة 51 أثمرت هدف السبق بواسطة اللاعب البديل حسن الصواري الذي انسل من خلف المدافعين لينفرد بالحارس ويسكن الكرة في شباك شباب المسيرة، وهو الهدف الذي قوبل باحتجاج قوي من قبل الزوار بدعوى تسلل. واللافت أن العناصر الرجاوية تراجعت إلى الوراء تاركة المبادرة للزوار الذين ناورا بحثاً عن تعديل الكفة، سواء بواسطة التمريرات العرضية، أو الكرات الثابتة، لكن الدفاع بقيادة القيدوم أمين الرباطي، ويقظة الحارس الحظ حالتا دون ذلك. وقبل نهاية الوقت القانوني بخمس دقائق (د 85)، تمكن اللاعب حسن الطير من هزم الحارس زهير عفيفي بفضل قذفة خادعة من خارج مربع العمليات، مضيفاً الهدف الثاني، ومؤمناً فوز الرجاء في لقاء تميز بالروح الرياضية، وقاده الحكم بوليفة بشكل مقبول. تجدر الإشارة إلى أن المدرب امحمد فاخر قام بتغييرين اضطراريين خلال الجولة الأولى بعد إصابة اللاعب أوحقي والمهدوفي، وهما تغييران أثرا بشكل من الأشكال على النهج التكتيكي للمجموعة الرجاوية، كما صرح بذلك المدرب فاخر خلال الندوة الصحفية التي أعقبت المباراة، حيث أشار إلى «أن إصابة هذين اللاعبين، واستبدالهما اضطرارياً كان له تأثير على مردودية الفريق، موضحاً أن التشكيلة الرسمية كانت في مستوى المواجهة»، واعتبر فاخر أسلوب الضغط على حامل الكرة خلال الجولة الثانية حسم النتيجة لفائدة فريقه، لكنه فاجأ الصحفيين عندما اشتكى من خصاص في التركيبة البشرية، موضحاً «إن الفريق يعاني من خصاص على مستوى الرواقين الأيمن والأيسر، حيث لا بديل للظهيرين السليماني والمهدوفي، وهو خصاص يعاني منه الفريق في غياب هذين العنصرين»، مضيفا في نفس السياق «أجدني مضطراً لأنهج أسلوب الترقاع في التشكيلة». من جانبه، اعترف المدرب الخياطي بقوة فريق الرجاء خلال العشرين دقيقة الأولى من المباراة، واستطعنا أن نقاوم طيلة الجولة الأولى. فوز الرجاء على شباب المسيرة فتح أمامه هامش الأمل للاستمرار في الصدارة، فإلى أي حد ستتمكن المجموعة الرجاوية من توسيع هذا الهامش خلال الدورات المتبقية من عمر الدوري؟