دعا المشاركون في أشغال الندوة الدولية الأولى للصحفيين المغاربة بالخارج إلى خلق مرصد مغربي يعنى بشؤون الهجرة والمهاجرين وبلورة سياسة عمومية تهتم بهذه الفئة من المغاربة في الخارج. ونبهوا أول أمس الأحد بمدينة الجديدة خلال عرض خلاصات الورشات الموضوعاتية إلى غياب سياسة حكومية واضحة في مقاربة قضية الهجرة والمهاجرين المغاربة. وشددوا، خلال الجلسة الاختتامية التي ترأسها الامين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، عبد الله بوصوف، على ضرورة خلق المغرب وسائل إعلام قادرة على ملامسة هموم المغربي في المهجر من قبيل إنشاء «قناة تلفزيونية» تراعي التعدد اللغوي، وتجعله في منأى على تأثير الاعلام الديني الذي أضحى يهدد الخصوصية الدينية المغربية في المهجر ودعم «الصحافة ووسائل الاعلام الموجهة للجالية» من خلال خلق تمويلات من مداخيل الاشهار وايضا من خلال الانخراط في عمل مهني من خلال المناولة لانتاج برامج تهم المغاربة في المهجر، كما تساءلوا في السياق ذاته عن الدور المطلوب من الصحفي المغربي المشتغل في الوسائل الاعلامية في المهجر, «هل الإخبار أو التحول إلى ناطق باسم جهة معينة». وأشارت الخلاصات إلى استثناء الصحافة الالكترونية والمدونين والصحافة المتخصصة في الهجرة من البحثين اللذين انجزهما المجلس. وأوضح المشاركون إلى مواصلة عملية التواصل بين الفعاليات الإعلامية المغربية في الخارج اقتداء بفكرة منتدى الصحافيين المغاربة بالخارج، الذي يرأسه الاعلامي أنس بوسلامتي الذي يضم أزيد من من 120 إعلاميا مغربيا بالمغرب حضر منهم حوالي النصف في ملتقى الجديدة. وشدد المشاركون على ضروة التكوين والتكوين المستمر للصحافيين المغاربة الذين يشتغلون على قضايا الهجرة والمهاجرين لأجل الرقي بالأداء الإعلامي إلى مقاربة «عميقة» لهذه القضايا بأسلوب يبتعد عن «الاختزالية» و«الموسمية» ونبهوا إلى هشاشة الوضع المادي والقانوني لمراسلي الصحف المغربية في الخارج. والتأكيد على ضرورة انتاج اعلام مغربي قادر على التواصل مع العالم. وبالمقابل حث المشاركون القيمين على الإعلام العمومي أن يبادروا الى خلق شراكات تعاون مع عدد من وسائل الإعلام التي يشتغل بها جزء من المغاربة في الخارج ذلك من أجل توفير «سواء المادة الإعلامية لمقاربة بعض الاحداث في حينها» و«استثمار الأرشيف» أو «الظروف الملائمة للتواصل مع الفاعلين المغاربة في الداخل للتعليق على بعض القضايا الآنية», مؤكدين أن «التأخر في الاخبار والتجاوب مع دعوات وسائل الإعلام في الخارج» يحدث «نتائج عكسية يؤدي إلى إعلام «رد الفعل سلبي» عوض «إعلام استباقي ناجع». وأعلن رئيس مجلس الجالية المغربية بالخارج، ادريس اليزمي أن جعل هذا اللقاء موعدا سنويا وأيضا مواصلة المجلس اهتمامه بالكفاءات المغربية بالمهجر من خلال تنظيم جلسات في يوليوز المقبل حول «حركية الكفاءآت المغربية في الخارج,» ستكون مناسبة لتقييم وتعزيز المبادرات التي طرحها المغرب أيضا خلال العشرية الاخيرة لعدد من الاصلاحات التي همت عددا من المجالات ومن بينها الحقل الاعلامي, وآيضا انشاء شراكات واضحة تحترم الاستقلالية بين المغاربة الصحافيين في المهجر والمجلس, وايضا خلق «صندوق لتمويل الابحاث و الاعمال ذات الارتباط بالهجر والمهاجرين. وهكذا شدد المشاركون في الندوة الختامية على اهمية هذا اللقاء، الذي يشكل أحد اسس الحوار الوطني حول الاعلام والمجتمع الذي شكل منذ انطلاقه ورشا لهندسة الاعلام المغربي غدا. وايضا يمتاز برمزية كبيرة نابعة عن كونه جمع جزءا اساسيا من الجسم الصحافي في المهجر، وكان ايضا لقاء لتجلي «تواضع انصات الصحفي» و«مجال للرقي «بمبدأ «الزمالة الصحفية» وآيضا فضاء لإبراز قيم «نبل العمل الصحفي» ومناسبة لمصالحة الاعلاميين المغاربة بالمهجر وفضاء اعلامهم المحلي، وكذلك محك لمقاربة اشكالية التوفيق بين «المهني والوطني» في العمل اليومي للاعلامي المغربي المشتغل في وسائل الاعلام بالخارج» وتدبير الاختلاف, وايضا رصد حاجيات المغربي في المهجر اعلاميا قبل العرض للحلول, وايضا مناسبة جسدت التحولات التي شهدها المغرب ليس فقط على المستوى الاعلامي, بل تحولات مجتمع بكامله في كل المناحي. يشار إلى أن أشغال الندوة الدولية الأولى للصحفيين المغاربة بالخارج، المنظمة من طرف مجلس الجالية المغربية بالخارج وهيئة إدارة «الحوار الوطني حول الإعلام والمجتمع»، تميزت بتنظيم ورشات تناولت موضوعات «أنية مساهمة للصحفيين المغاربة بالعالم في تنمية قطاع الإعلام بالمغرب؟»، و«وسائل إعلام الجالية المغربية وبرامج خاصة في بلدان الإقامة، ديناميات ورهانات»، و«معالجة موضوع الهجرة في وسائل الإعلام الوطنية العمومية والخاصة»، و«المهنيون المغاربة في وسائل الإعلام الدولية: الوضعية والتحديات».