حطت الطائرة صباح أول أمس الثلاثاء على الساعة الثانية صباحا بمطار دبي الدولي، كان الدراج المغربي السعيد أبلواش أحد ركابها. غادر المطار متوجسا من دخول تجربة جديدة في عالم «الأميرة الصغيرة». فهي المرة الأولى التي يحل فيها أبلواش بدولة الإمارات حاملا عقدا احترافيا أصبح بموجبه عنصرا من عناصر نادي النصر الإماراتي للدراجات. السعيد أبلواش،الذي برز رفقة نادي عين السبع وحمل ألوانه لخمس سنوات قبل أن ينتقل لنادي الفتح الرباطي،يبلغ من العمر 27 سنة متزوج وأب لطفلة،يمتلك سجلا حافلا بالإنجازات في رياضة الدراجات، إذ يذكر المتتبعون أنه فاز بمرحلتين في طواف المغرب، وانتزع القميص الأخضر و مرحلة في طواف الجزائر سنة 2013 ، وفي سنة2014 فاز بالقميص الخاص بالنقط الساخنة في طواف المغرب وفي طواف الغابون.سنة 2015، حل في المركز الثاني في بطولة المغرب ونفس المركز في كأس الامارات . في نفس السنة 2015 ، حل ثالثا وفاز بقميص النقاط الساخنة في طواف بولونيا، كما فاز بالمركز الأول في شالانج الأمير ولي العهد مولاي الحسن سنوات 2013،2014 و2015. عن تجربته الرياضية وكيف التحق بنادي النصر وماذا يخطط للمستقبل، كان الحوار التالي: o كيف جاء التحاقك بعالم الاحتراف وما هي تفاصيل العقد؟ n أنا جد سعيد بتوقيعي لعقد الاحتراف مع نادي النصر النادي المحترف وذي السمعة الطيبة في رياضة الدراجات. تم الاتفاق بيني وبين مسؤولي النادي على سنة كمدة للعقد قابلة للتجديد، وما يمكنني قوله هو أنه عقد ممتاز بالنسبة لي، إذ يضمن لي دخلا محترما مع السكن و تذاكر الطائرة و كل الملابس والتجهيزات و دراجة من النوع الرفيع بل من أحدث دراجات سنة 2016 . التحقت بالنادي بطلب منه، وبفضل صديقي يوسف بطل الإمارات في الدراجات، الذي اقترح على مسؤولي نادي النصر التعاقد معي، وبعد اطلاعهم على مساري وما حققت في رياضة الدراجات، تم الاتصال بي، ولم نجد أية عراقيل والحمد لله، في التوافق حول بنود العقد. والنادي يضم خيرة الأبطال في الدراجة العالمية، حيث يضم دراجين من إسبانيا، إيطاليا، ليتوانيا ، جزائري وإماراتيين، يؤطر النادي مدرب كبير من إسبانيا إسمه «ماريو» . o كيف كان موقف نادي الفتح الذي كنت تنتمي إليه بخصوص انتقالك؟ وماذا عن موقف الجامعة؟ n في حقيقة الأمر، لم أجد أية صعوبة ولم أواجه أي رفض لا من نادي الفتح ولا من الجامعة، المسؤولون عندنا تفهموا موقفي ولم يمانعوا في انتقالي لدبي، وقد سررت بموقف الجامعة ونادي الفتح الذين دعموني وشجعوني وهم يدركون أن انتقالي سيفيدني كثيرا في تحسين وضعي الاجتماعي، وفي تطوير إمكانياتي البدنية والتقنية. أشكرهم جزيل الشكر، وسأظل رهن إشارة بلدي في كل الاستحقاقات القادمة. o أنت من المرشحين للمشاركة في الألعاب الأولمبية القادمة رفقة المنتخب الوطني، هل انتقالك للنصر سيضيف لك إضافات إيجابية على المستويين التقني والبدني؟ n أكيد ستكون تجربتي الجديدة مفيدة وعلى عدة مستويات. يكفي أن أذكر أن نادي النصر الذي أصبحت أحمل ألوانه، مقبل خلال الموسم الجاري، على المشاركة في عدد كبير من الطوافات والسباقات العالمية، وهي الطوافات التي تعرف مشاركة أبرز الدراجين العالميين المرشحين للألعاب الأولمبية. وأكيد إذن أن المشاركة في مثل هذه السباقات سمنحني فرصة الاحتكاك بمختلف المدارس وأسلوب الدراجين العالميين. وللتوضيح، العقد الذي وقعته يسمح لي بالالتحاق بالمنتخب الوطني في كل الطوافات القارية والدولية، وعلى هذا الأساس، لا يستبعد أن أكون حاضرا في بطولة افريقيا التي يحتضنها بلدنا خلال الأيام القليلة المقبلة. o قبل نادي النصر، هل توصلت بعروض أخرى؟ n توصلت بالفعل بعروض احترافية أخرى خاصة من أندية فرنسية، لكنها لم تكن في مستوى طموحاتي. o بصراحة، ماذا استفاد أبلواش من رياضة الدراجات؟ n الحمد لله، هي الرياضة على العموم أمر مفيد ورائع، ويزداد روعة إذا كان يضمن العيش الكريم. ممارستي للدراجة منحتني في واقع الأمر الاستقرار النفسي والصحي، والتوازن المالي والاجتماعي. صحيح المدخول ليس بعالي، لكنه ينفع لتغطية مصاريف الحياة، وأقولها " إلى كنتي مزيان راك تصور فلوس، كونتي ناقص الله إجيب " o وبعد الاعتزال ؟ n سأبقى دائما في رياضة الدراجة، سألج ميدان التدريب وأنا أعد لذلك منذ الآن. لا أتخيل نفسي بعيدا عن عالم الدراجة أبدا. o لنعد إلى تجربتك الجديدة، كيف وجدت الأجواء في الامارات وفي ناديك ؟ n بمجرد وصولي إلى مقر النادي، أحسست كأني أنتمي إليه منذ زمن طويل، اختفت كل أحاسيس الخوف والارتباك، وبعد لحظات قصيرة تعرفت فيها على المدرب وزملائي الدراجين، انطلقت في خوض أول حصة تدريبية مع النادي في حدود الساعات الأولى من صباح يوم الثلاثاء. ما أبهرني منذ لحظتي الأولى في النادي، هو توفره على كل التجهيزات والمستلزمات الخاصة برياضة الدراجات.. كل شيء موجود ومن الصنف الممتاز.