عرفت مدينة بني ملال احتجاجات و وقفات ومسيرات، على امتداد الأسبوعين الماضيين ، هذه الاحتجاجات ذات ارتباط بنهج ترك الحبل على الغارب من طرف المسؤولين خلال العهد السابق، وخاصة غض الطرف تجاه التجاوزات الخطيرة في مجال البناء والتعمير، وكذا ما تعرفه تصاميم التهيئة للمدينة من «تحايل» على القانون للاغتناء اللامشروع للمحظوظين و المقربين والمضاربين العقاريين، حيث تختلط العمارات، والڤيلات، والمساكن العشوائية جنبا إلى جنب في صور بشعة للمجال العمراني والمعماري للمدينة... وهكذا خرجت ساكنة حي غيثة في وقفة احتجاجية نددت من خلالها بما أسمته بخنق الحي وتشويه وعائه العقاري وتحويل زقاقه إلى بقع بتصاميم بناء عمارة من طابقين دون اكتراث بالقانون الذي لا يسمح بذلك، وبعد وقفتهم الاحتجاجية سارعوا لرفع دعوى قضائية ضد الدولة.. .ونفس الاحتجاج عرفه حي التوتة، وهو عبارة عن حي راق مخصص للڤيلات، حيث سارعت نفس الجهات إلى الترخيص لبناء عمارات مقابلة للشارع الرئيسي ومحاصرة هذا الحي دون احترام للمحور الطرقي الذي يسهل الولوج إلى الحي المذكور. بعد ذلك خرج سكان حي الكردوني بٱربيع دوار ٱيت تسليت، مرة في مسيرة إلى المندوبية الإقليمية للكهرباء، ومرة ثانية يوم الثلاثاء 19 يناير إلى المديرية الجهوية للمكتب الوطني للكهرباء، منددين بحرمان أزيد من 40 مسكنا من الربط الخاص بالشبكة الكهربائية، رافعين شعارات تفيد بأن عملية الربط تتم ب»المحاباة وبالاستمالة الانتخابية وللمحظوظين» بالرغم من أن الجميع يعيشون داخل نفس المجال الذي تخترقه أعمدة التيار الكهربائي ذات الترددات العالية0 كما عرفت ساحة با علال وسط المدينة تنظيم أزيد من 600 سيارة أجرة كبيرة وصغيرة لوقفة احتجاجية غاضبة وحاشدة ، أعلن فيها المهنيون عن تذمرهم و قلقهم بسحب رخص من أصحابها بشكل غير قانوني ودون التفكير في تسوية مثل هذه الملفات، حتى لا يحرم ذوو الحق من استمرار الاستفادة من هذه الرخص، كما استغربوا لإغراق سوق النقل برخص جديدة وزعت بطرق الريع ودون الاعتماد على معايير الاستحقاق. ومن جهة أخرى ، عرفت المدينة، و خلال نفس الأسبوع، وقفات احتجاجية أخرى، تهم لفت انتباه المسؤولين إلى معاناة ضحايا رؤساء وداديات، والذين ضخوا أموالا في حسابات هذه الوداديات لأزيد من 15 سنة، وأضاع هؤلاء حلمهم في امتلاك بقعة، بل تلاعبوا بمالية المنخرطين. وقد تزامنت هذه المسيرات والوقفات الاحتجاجية مع اعتصامات ومسيرات الطلبة الأساتذة المتدربين والذين عبروا عن رفضهم للمرسومين المشؤومين . وقد قوبلت هذه الاحتجاجات، بإنزال أمني غير مسبوق، اكتفت خلاله الأجهزة الأمنية بتطويق المتظاهرين، دون أن تحصل أية مواجهات.