«ما كرهتش كل شهر يكون في وجدة مهرجان».. الجملة لرئيس مجلس عمالة وجدة أنجاد هشام الصغير، فالرئيس يريد تنمية الإقليم عن طريق المهرجانات في جميع الفنون بما فيها الضحك!! يضاف إليها آخر ما جادت به قريحته أو قريحة من يفتون عليه بإقامة مهرجان «دبي» عفوا «وجدة للتسوق»، وأوكل أمر وضع خطة عمل المهرجان لوكالة تواصل أطلق صاحبها الكلام على عواهنه محاولا إقناع الحضور بأن المهرجان المذكور هو الحل لتحقيق «النهضة» الاقتصادية ! الإعلان عن هذا الحدث «العظيم»، والذي سيتزامن مع الدورة العاشرة للمهرجان الدولي للراي المزمع تنظيمه من 16 إلى 25 يوليوز 2016، تم في لقاء عقده رئيس مجلس العمالة مؤخرا مع ممثلي التجار بمختلف أسواق «المدينة الألفية» واستدعيت إليه وسائل الإعلام المكتوبة والإلكترونية للترويج له والمساهمة في إنجاحه «باللي كاين»؟ «الاتحاد الاشتراكي» حضرت اللقاء وعاينت ردود فعل بعض التجار الحاضرين، حيث اعتبر بعضهم بأن ما أطلق عليه «مهرجان وجدة للتسوق» في التوقيت الذي اختير له، لن يساهم في إخراجهم من حالة الركود التي يعانون منها ولن يشكل قيمة مضافة، لأن فصل الصيف وبدون مهرجانات يعد متنفسا لهم ويحدث فيه الرواج التجاري خصوصا مع عودة الجالية المقيمة في الخارج. وتحدث أغلب المتدخلين عن حالة الركود التي تعرفها أسواق المدينة ومعاناتهم من ارتفاع الضرائب وتراكم الديون، والمنافسة غير المشروعة من طرف «الفراشة» والباعة الجائلين، وطالبوا في هذا الإطار بالتدخل لدى مصالح الضرائب ولدى المصالح الأمنية من أجل حماية الأسواق والتعامل بجدية مع ظاهرة «الفراشة» قبل أن يضطروا إلى إغلاق محلاتهم التجارية وعرض سلعهم على الأرصفة والساحات. أحد المتدخلين ذكر بأن مدينة وجدة لم تستفد من مهرجان الراي ولم يحقق هذا الأخير رواجا تجاريا، مشيرا إلى أنه «لم يستفد منه إلا بائعو الخمور و»القرقوبي» والقليل من الفنادق». هذا وقد «بشر» صاحب وكالة التواصل الحضور في اللقاء المذكور باستقدام فنان أو فنانة مشهورة للمشاركة في المهرجان، وكل ذلك من المال العام الذي كان الأولى أن يستفيد منه العالم القروي لفك العزلة عنه ومساعدة الفلاحين والكسابة على تجاوز آثار الجفاف، وكذا البحث عن بدائل حقيقية للتجار في ظل الركود الذي يتخبطون فيه، وبدل إقامة مهرجان سيلتهم من المال العام الشيء الكثير، يتم الاكتفاء بمعارض تجارية في حجم المنتوجات والسلع التي تعرض بأسواق المدينة.