خلدت الطائفة التيجانية العمرية، يوم الأحد الماضي بدكار، الدورة ال36 للزيارة السنوية، وذلك من خلال حفل نظم تحت رعاية جلالة الملك محمد السادس، وشارك فيه آلاف المريدين. وشارك في هذا الحفل، الذي ينظم سنويا بساحة المسجد الكبير للطائفة التيجانية العمرية، وفد مغربي مهم يقوده مدير الشؤون الإسلامية بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد قسطاس، بحضور سفير المملكة في دكار طالب برادة. وضم الوفد المغربي أيضا كلا من موسى البهجة، إمام مسجد السنة بالرباط، ومحمد اصبان، عضو المجلس العلمي المحلي للرباط، إضافة إلى أعضاء سفارة المملكة بدكار. وهكذا، حرص المغرب على أن يكون الوفد المغربي المشارك في هذه الزيارة السنوية للتيجانيين العمريين في مستوى هذا الحدث الذي يشكل مناسبة روحية ودينية عميقة. ويخصص هذا الحدث، الذي يعد أكبر تجمع ديني للطائفة التيجانية بدكار، للاحتفاء بذكرى خليفة الطائفة التيجانية العمرية سيدو نورو تال، سليل عائلة أنجبت علماء كبارا كرسوا حياتهم لنشر القيم الأصيلة للإسلام. وكما هو شأن جده الحاج عمر تال خليفة الأسرة العمرية (1980-1880)، يمثل تييرنو سيدو تال مرجعا هاما لمريدي الطريقة التيجانية في السنغال ومنطقة غرب إفريقيا. وفي كلمة بالمناسبة، أبرز قسطاس أهمية الدعم الذي ما فتئ يوليه أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس للطائفة التيجانية العمرية لتنظيم هذا النوع من التظاهرات الدينية. وأضاف أن الأسرة العمرية جمعتها على الدوام روابط متينة بالملوك العلويين، مشيرا إلى أن حضور وفد مغربي لهذا الحفل يعكس الاهتمام الخاص الذي يوليه جلالة الملك للحق الديني والنهوض بقيمتي السلام والتسامح الإسلاميين كما ينص على القرآن الكريم والسنة النبوية. كما ذكر قسطاس بالعلاقات الوطيدة والعريقة التي تجمع المغرب بالسنغال. وبعدما أبرز أهمية جهود الطائفة العمرية في الحفاظ على «هذا الإرث الذي خلفه أجدادنا وضمان استمرارية تنظيم هذا الحدث المخصص للابتهال لله عز وجل»، أبرز قسطاس إسهام تظاهرات من هذا القبيل في تكريس القيم النبيلة للإسلام، دين السلام والتسامح والعدل والحوار. من جهته، عبر خادم الطائفة العمرية، تييرنو مدني مونتاغا عن امتنانه لأمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، على الرعاية السامية التي ما فتئ جلالته يحيط بها الأسر الدينية في السنغال عموما والطائفة العمرية على الخصوص. كما أعرب عن شكره لجلالة الملك على الدعم المادي والمعنوي للمغرب من أجل تنظيم هذا التجمع الديني، مبرزا أن هذا الدعم يؤكد الدور الريادي للمغرب عبر التاريخ، خاصة في مجال النهوض بالقيم الروحية والثقافية والحضارية. وفي معرض حديثه عن قيم التقاسم والتضامن، أبرز مونتاغا أنهما يتوافقان وتعاليم القرآن الكريم، مشيرا إلى أن الإسلام يوصي بالتعاون وأن التضامن جزء لا يتجزأ منه. وحضر هذا الحفل ره عدد من أعضاء الحكومة السنغالية وممثلي الأحزاب السياسية وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين بدكار. وشمل برنامج دورة 2016 من هذه الزيارة مسابقة في تجويد القرآن الكريم، وأدعية ودروسا دينية ومحاضرات حول أهمية المعرفة في الإسلام. وتعد الطريقة العمرية إحدى أكبر الطرق الصوفية بالسنغال، ومهد الإسلام الصوفي المتعدد المشارب والروابط المشتركة مع المدارس الصوفية بالمغرب، التي تميزت بإشعاعها بمجموع القارة على مدى قرون. وتتوفر الأسرة التيجانية العمرية على مريدين عديدين بمالي والنيجر وبوركينا فاسو وموريتانيا وغينيا وغامبيا.