شارك في الاحتفال الرسمي للزيارة، الذي نظم بساحة المسجد الكبير للتيجانيين العمريين بدكار، وفد مغربي يرأسه مدير ديوان وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، عبد اللطيف بكدوري أشكاري، وسفير المملكة بدكار، طالب برادة. وذكر المنظمون، في تصريحات لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه التظاهرة، التي تشكل أحد أهم تجمعات الطائفة التيجانية بدكار، تشهد تخليد ذكرى خليفة الزاوية التيجانية العمرية، سيدو نورو تال، المتحدر من أسرة عالمة كرس أفرادها حياتهم لنشر المبادئ النبيلة التي ينادي بها الإسلام، في إفريقيا جنوب الصحراء. وذكروا بأن خليفة الأسرة العمرية تييرنو سيدو نورو تال (1880-1980)، على غرار جده الحاج عمر تال، يعد مرجعا بالنسبة للطريقة التيجانية، سواء بالسنغال أو في منطقة غرب إفريقيا، مبرزين أهمية الدعم الذي يخص به أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، الأسرة العمرية لتنظيم هذا النوع من التظاهرات الدينية. وأضافوا أن حضور وفد مغربي لهذه التظاهرة يبرز الأهمية الخاصة التي يوليها جلالة الملك للحقل الديني والنهوض بالقيم الإسلامية المتعلقة بالسلم والتسامح، كما يمليها القرآن الكريم وسنة الرسول (ص). وفي كلمة بالمناسبة، أبرز بكدوري العلاقات العريقة التي تربط المغرب بالسنغال، والروابط المتينة التي تجمع على الدوام الملوك العلويين وقادة الطائفة العمرية. فبفضل ورعه وعلمه الديني الواسع، المستمد من إرث مؤسس الطريقة التيجانية بفاس، سيدي أحمد التيجاني، كان لسيدو نورو تال تأثير مهم على المريدين بالسنغال وفي مختلف بلدان منطقة غرب إفريقيا، كما يؤكد ذلك بكدوري، الذي سلط الضوء على جهود الطائفة العمرية المتواصلة للحفاظ على التراث الثمين، وضمان استمرارية تنظيم هذه التظاهرة المخصصة للصلاة والعبادة. وتطرق بكدوري إلى أهمية هذه التظاهرة الدينية، مشيرا إلى إسهام مثل هذه التظاهرات في ترسيخ القيم النبيلة للإسلام، دين السلم الذي ينادي بالتسامح والتعايش بين الشعوب وينبذ العنف والتطرف. من جهته، عبر خادم الطائفة العمرية، تييرنو مدني مونتاغا، عن امتنانه لأمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، على الرعاية التي ما فتئ جلالته يحيط بها الأسر الدينية في السنغال عموما، والطائفة العمرية على الخصوص. كما أعرب عن شكره لجلالة الملك على الدعم المادي والمعنوي للمغرب من أجل تنظيم هذا التجمع الديني، مذكرا أنه وبتعليمات ملكية سامية، قامت سفارة المغرب بدكار أخيرا، بتسليم مجموعة من نسخ القرآن الكريم إلى الأسرة العمرية. وأكد خلال هذا الحفل، الذي جرى بحضور العديد من أفراد الحكومة السنغالية وممثلي الأحزاب السياسية والهيئة الديبلوماسية المعتمدة بدكار، أن هذه المبادرات الحميدة تبرز الدور الريادي للمغرب عبر التاريخ، خاصة في مجال النهوض بالقيم الروحية والثقافية والحضارية. وتعد الطريقة العمرية إحدى أكبر الزوايا بالسنغال، ومهد الإسلام الصوفي المتعدد المشارب والروابط المشتركة مع المدارس الصوفية بالمغرب، التي تميزت بإشعاعها بمجموع القارة على مدى قرون. وتحظى أسرة التيجانيين بالعديد من المريدين في مالي والنيجر وبوركينا فاصو وموريتانيا وغينيا وغامبيا.