على امتداد ثلاثة أيام (8 و9 و10 يناير الجاري)، عقدت حركة الطفولة الشعبية مؤتمرها الوطني ال 22، واحتفت بذكرى تأسيسها الستين . كان تراكم الستة عقود ورصيدها حاضرا بفعاليات المناسبتين، تماما كما كانت أجيال الحركة من مؤسسين ومنخرطين متواجدين بالمؤتمر وبالحفل. مايقارب ال 200 مؤتمر جاؤوا من أكثر من 50 فرعا إلى المركب الدولي مولاي رشيد ببوزنيقة يحملون معهم الرغبة والإصرار في أن يصيغوا آفاقا جديدة لهذا الإطار التربوي الذي تأسس في 5 يناير 1956 من طرف الشهيد المهدي بنبركة . وبرز هذا الإصرار من خلال النقاش والتقييم والمقترحات . كان التقرير الأدبي الذي صادق عليه المؤتمر بالإجماع ، مناسبة لوضع الأصبع على الإختلالات ورصد الإيجابيات. فالنقد الذاتي يعد أحد البنود المسجلة باستمرار في محطات الطفولة الشعبية، وتحولات المجتمع المغربي وقضايا التربية والعمل مع الأطفال والمنخرطين هو مبرر انعقاد هذه المحطات التي دأبت على الإنتظام على امتداد ثلاثة أيام (8 و9 و10 يناير الجاري)، عقدت حركة الطفولة الشعبية مؤتمرها الوطني ال 22، واحتفت بذكرى تأسيسها الستين . كان تراكم الستة عقود ورصيدها حاضرا بفعاليات المناسبتين، تماما كما كانت أجيال الحركة من مؤسسين ومنخرطين متواجدين بالمؤتمر وبالحفل. مايقارب ال 200 مؤتمر جاؤوا من أكثر من 50 فرعا إلى المركب الدولي مولاي رشيد ببوزنيقة يحملون معهم الرغبة والإصرار في أن يصيغوا آفاقا جديدة لهذا الإطار التربوي الذي تأسس في 5 يناير 1956 من طرف الشهيد المهدي بنبركة . وبرز هذا الإصرار من خلال النقاش والتقييم والمقترحات . كان التقرير الأدبي الذي صادق عليه المؤتمر بالإجماع ، مناسبة لوضع الأصبع على الإختلالات ورصد الإيجابيات. فالنقد الذاتي يعد أحد البنود المسجلة باستمرار في محطات الطفولة الشعبية، وتحولات المجتمع المغربي وقضايا التربية والعمل مع الأطفال والمنخرطين هو مبرر انعقاد هذه المحطات التي دأبت على الإنتظام. في الحقل الفني الذي احتضنه مسرح محمد الخامس مساء الجمعة 8 يناير، أبدعت فرقة صول مع عميدها عبد السلام غيور في إتحاف الجمهور الذي حج بكثافة إلى المسرح، أتحفتهم بمقاطع موسيقية وأغان راقية على امتداد ثلاث ساعات . وفي النصف الثاني من يوم السبت كان المؤتمرات والمؤتمرون على موعد مع الأستاذ عبد الله الساعف في لقاء تفاعلي قدم فيه عرضا حول المشهد العام بالمغرب وتحولاته وتطور القيم في علاقاتها بالتربية والتحديات التي تواجه المجتمع. وتوج المؤتمر أشغاله بإصدار بيان عام ضمنته حركة الطفولة الشعبية تصوراتها ورؤاها ومواقفها تجاه العديد من القضايا. نص البيان العام الختامي «عقدت حركة الطفولة الشعبية مؤتمرها الوطني 22 أيام 8-9-10 يناير 2016 بالمركب الدولي للطفولة والشباب ببوزنيقة تحت شعار: «رفعة طفولتنا أمل مستمر» وتتزامن هذه المحطة التنظيمية مع مناسبتين اثنتين أولهما: الذكرى 60 لتأسيس هذا الإطار التربوي المناضل في حقل الطفولة والشباب، وثانيهما: الذكرى 50 لاختطاف واختفاء مؤسس الحركة، ومبدع انطلاقتها الشهيد المهدي بنبركة. وقد تدارس المؤتمر العديد من القضايا التنظيمية والمؤسساتية والمجتمعية، وشكل التقرير الأدبي الذي صادق عليه المؤتمرون والمؤتمرات بإجماع، وثيقة مرجعية تضمنت وبكل جرأة نقدا ذاتيا لواقع حركتنا على المستويين التنظيمي والتأطيري، وقدمت مقترحات كما فتحت آفاق عمل رحبة كي تعزز الطفولة الشعبية وهج حضورها وعطائها في الحقل التربوي بما يساهم في تحقيق الأهداف والغايات التي أسست من أجلها. إن ما راكمته الطفولة الشعبية خلال الستة عقود الماضية، وما أنتجته من مبادرات ومشاريع وما حققته من مطالب، يجعلنا اليوم وأكثر من أي وقت مضى، نعمل على الحفاظ على المكتسبات في زمن يتميز ب: - التردي الفظيع والمهول في بنيات الاستقبال وتهميش فضاءات العمل التربوي في السياسات العمومية من خلال خفض الإعتمادات وتقليص العنصر البشري وسد فرص تكوينه المستمر وتبذير الإمكانيات في مشاريع لا تخدم الطفولة والشباب، بل مشاريع تتيح ريعا سياسيا وامتيازات شخصية كانت ذات انعكاسات وخيمة على الحقل التربوي. - عدم استقرار التدبير المؤسساتي للوزارة الوصية خلال الأربع سنوات الأخيرة، وذلك بفعل تعاقب عقليات سياسية وتوجهات ارتجالية أضعفت السير العادي لقطاع الطفولة والشباب وأفرزت ولاءات أثرت سلبا على أداء العنصر البشري بمختلف مرافق الوزارة الوصية وولدت معاناة لدى الجمعيات التربوية، ومحصلة ذلك هو التراجعات الواسعة عن المكتسبات التي شهدتها مجالات التكوين والتخييم والدعم. إن المؤتمر الوطني يسجل باعتزاز مساهمة حركة الطفولة الشعبية في النقاش العمومي حول إعمال الدستور والصيغ القمينة بإنشاء مجالس الشباب والعمل الجمعوي والطفولة والأسرة، وذلك من خلال تصريف شعار المؤتمر 21 المتمثل في: من أجل تفعيل ودمقرطة مجالس الطفولة والشباب والعمل الجمعوي// وفي هذا السياق قدمت حركتنا مذكرة ضمنتها وجهة نظرها بشأن أهداف وصلاحيات وتركيبة مجلس الطفولة والشباب، كما انخرطت حركة الطفولة الشعبية في إعلان الرباط بعد أن اتضحت وهمية وعدم جدية ما سمي بالحوار الوطني المتعلق بمجلس الشباب والعمل الجمعوي. إن المؤتمر الوطني يِؤكد على مواقف حركة الطفولة التي تتجلى في: 1 أن تتأسس هذه المجالس طبقا لروح الدستور في نسقه العام الذي أولى أولويات لقضايا الشباب والطفولة والمرأة وحقوق الإنسان عموما. 2 أن تساهم هذه المجالس وبشكل فعال وبكل استقلالية، في تعزيز الديمقراطية التشاركية وفي تقييم السياسات العمومية وأن تشكل قوة اقتراحية في بناء المشاريع والسياسات والإستراتيجية القطاعية. 3 أن تأخذ بعين الاعتبار الجهوية الموسعة التي أخد بها المغرب وتبني جسورا مع هذه الجهات خدمة لقضايا الطفولة والشباب والأسرة والعمل الجمعوي محليا. 4 الاستناد إلى المعايير الدولية والممارسات الفضلى في تأليف واختصاصات هذه المجالس. وفي نفس السياق الحقوقي، يطالب المؤتمر بأن يعمل المسؤولون، من جهاز تنفيذي وتشريعي وقضائى، على حماية الطفلات القاصرات من عمليات التزويج المتصاعدة سنة بعد سنة ووضع حد نهائي لإغتصاب طفولتهن ومايترتب عن ذلك من معاناة اجتماعية . ويدعو المؤتمر إلى تضافر كل الجهود للحد من الظاهرة التي تناقض كافة الاتفاقيات الدولية الخاصة بالطفل معلنا أن حركة الطفولة الشعبية ستنخرط في كل المبادرات التي من شأنها إيقاف هذا الجرم البشع ، معتبرا أن المكان الطبيعي لهن هو المدرسة وتمكينهن من تعليم منتج وهادف. كما يسجل المؤتمر إيجابية صدور قانون يتعلق بالعمال المنزليين ويؤكد في هذا الصدد على أن تحترم التشريعات المغربية السن المعتمد دوليا لمرحلة الطفولة وهو 18 سنة. وبمناسبة عرض مشروع قانون الإطار المتعلق بالأشخاص في وضعية إعاقة ، تطالب حركة الطفولة الشعبية بضرورة اعتماد مقاربة حقوقية تحفظ لهؤلاء الأفراد وخاصة الأطفال منهم، كرامتهم وتوفر كل الظروف البنيوية والقانونية لإدماجهم بالمجتمع. إن المؤتمر وانطلاقا من خلاصات الستة عقود من العمل مع الأطفال ومن أجلهم، يرى أن منهجية القرب في العمل التربوي وفي التعاطي مع مختلف المشاريع والبرامج من شأنها تحقيق العدالة الجغرافية في ما يخص العرض التربوي والثقافي وضمان تعميمه على الفئات المحرومة، ولتحقيق ذلك فإن هناك مسؤولية مشتركة للأطرف الفاعلة من سياسية حكومية، وقطاعية وجماعات ترابية وجمعيات تربوية. إن المؤتمر، وهو يتدارس موضوع المخيمات ويتداول في البدائل المقترحة والمقاربات التي يجب اعتمادها ، فإنه يطالب ب: -العودة إلى مرحلة ثلاثة أسابيع للمرحلة التخييمية التي تنسجم مع المردود التربوي وتتيح للأطفال إمكانيات واسعة في الاستفادة من العطلة والبرامج المخصصة لها. - يجدد مطلبه المتمثل في إنشاء الصندوق الوطني لإنعاش المخيمات وتوسيعها وتأهيلها وتعميمها بأقل تكلفة ممكنة. - فتح حوار وطني من أجل إعطاء نفس جديد يتأسس على خلاصات نصف قرن من العملية التخييمية ويعيد النظر في الخرائط الجغرافية والتربوية للمخيمات بما يتناسب والتحولات المجتمعية التي يعرفها المغرب الحديث. إن تجربة الجامعة الوطنية للتخييم حان وقت تقييمها وتوضيح مسؤولياتها قصد تفعيل المبادئ المؤسسة لها، وإذ يسجل المؤتمر الايجابيات التي تم تحقيقها، فإنه يدعو أجهزتها ومنخرطيها لوقفة تقييمية في أقرب الآجال. يعتز المؤتمر بما أنجزته حركة الطفولة الشعبية خلال ربع قرن من أوراشها بخرزوزة كمخيم وقيمة تربوية ومجال تفاعلي وفضاء تنشيطي ويطالب: - بضرورة تفعيل الاتفاقية المبرمة مع الوزارة الوصية. وعند وقوفه على المسألة التعيلمية، فإن المؤتمر ينبه ويدق ناقوس الخطر بشأن تردي المنظومة التعليمية التي أصبحت طريقا يؤدي للبطالة بسبب غياب الرؤية الواضحة وإغفال التخطيط العلمي السليم. يدعو المؤتمر ويطالب بضرورة فتح حوار مجتمعي يساهم فيه كل المهتمين بالشأن التربوي والتعليمي لإنقاذ منظومتنا عبر إرساء تشخيص استراتيجي واضح المعالم. إن المؤتمر يؤكد مواقف حركة الطفولة الشعبية المبدئية المتعلقة بوحدة المغرب الترابية ويدعم كل جهود التنمية في صيغتها الجديدة ، داعيا إلى فتح كل الفرص لعودة من غادروا مناطقنا الجنوبية قسرا وخاصة الأطفال المحتجزين بتندوف. والمؤتمر وهو ينعقد عشية الذكرى 60 لأضخم مشروع تطوعي للشباب بالمغرب «طريق الوحدة «الذي أشرف عليه المناضل الفذ مؤسس الحركة الشهيد المهدي بنبركة، فإنه يدعو إلى إطلاق دينامية تعيد الاعتبار للعمل التطوعي الجاد والهادف واستعادة روحه التي تعد مدرسة للوطنية والتربية على المواطنة».