هل أصبحت منطقة بلاص دارم ، وبالتحديد شارعا شفشاون وجمال الدين الأفغاني ، حقلا لتجارب المسؤولين ، لا يعبأ براحة ولا صحة المواطنين القاطنين أو المستثمرين ، أو المزاولين لأنشطتهم المختلفة بهما ؟ حيث اتخاذ القرارات الغريبة حينا ، والمضرة بالمصالح وبالسلامة الصحية والنفسية حينا آخر ، دون أن يلمس المواطنون من المسؤولين أية غيرة عليهم ، أو على مستقبل أبنائهم التربوي والصحي ، ان بدنيا أونفسيا ؟ قد يلومنا لائم ، بأننا «نملحم» الأمور ونحملها فوق ما تطيق .. ولكن القائل سيعذرنا ، عندما يعلم بأن تراخي المسؤولين الاداريين ، والسلطات المحلية والمنتخبين ، قد حرم مواطني منطقة بلاص دارم ، من ممر السكة الحديدية بالمنطقة ، وقطع عليهم الطريق المؤدية الى شارع الجيش الملكي .. مما خنق حركة السير بكل الشوارع ، وحول العبور الى قلب المدينةالجديدة الى جحيم لا يطاق ، والأنكى من ذلك أن يعلم من يلومنا ، بأن المكتب الوطني للسكك الحديدية ، قد علق لافتة منذ قرابة عشر سنوات ، يعتذر فيها للمواطنين عن الازعاج المؤقت ، الذي أملته أشغال بناء قنطرة للراجلين والسائقين .. لكن ومع هذه الفترة الزمنية الطويلة جدا ، مازالت الطريق مقطوعة ، ومازالت الأشغال لم تبدأ بعد ؟ ورغم العرائض المرفوعة لكل المسؤولين والمنتخبين ، ورغم المراسلات الصحفية المكتوبة ، ورغم تغطية القناة الثانية في إحدى نشراتها ، قبل أكثر من ست سنوات خلت .. فإن اغلاق الممر ، حرمان المواطنين من العبور ، ما زال هو هو ، والمعاناة تستفحل يوما بعد يوم ... وسيعذرنا من يلومنا أيضا ، عندما يعلم بأن المسؤولين قد رخصوا بإحداث سوق عشوائي للباعة المتجولين ، على طول حائط ملعب السكك الحديدية ، في ممر للراجلين تتواجد به خمس وعشرون شجرة معمرة ، أصغرها وجودا ، يتجاوز الثمانين عاما ، ووجب اقلاعها لإفساح المجال لسوق الباعة المتجولين ؟؟ بما يعنيه هذا السوق من تلويث للبيئة ، وضوضاء .. وما الى ذلك من مظاهر أسواق الباعة المتجولين العشوائية .. ولولا يقظة السكان ، وطرقهم لأبواب كل المسؤولين ، بواسطة العرائض واللقاءات المباشرة .. لكانت الفأس وقعت في الرأس ، ولتشرب ؟؟ وقد يعذرنا اللائم أيضا عندما يعلم بأن شركة للاتصالات ، قد حطت كل معداتها لتثبت في نفس المنطقة التي كانت ستؤوي الباعة المتجولين عمودا لاقطا للذبذبات المغناطيسية ، بطول يفوق الثلاثين مترا .. ونظرا لما يشكله ذلك من خطر داهم لصحة المواطنين ، بما يسببه من أمراض خطيرة ، لعل احداها مرض السرطان الفتاك .. فقد تجندت الساكنة مستنجدة بالسلطة المحلية ، ومسؤولي المجلس البلدي من خلال توقيع عرائض احتجاج ، على الترخيص باقامة هذا العمود الذي لم يراع فيه ، لا صحة المواطنين ، ولا حتى رأيهم ، وكأنهم أقنان لم يرتقوا بعد الى مرتبة المواطنة .. وهو ترخيص مؤقت لاحتلال الملك العمومي ، وقعه نائب الرئيس السابق (ع. ل.) .. لا يحمل لا تاريخا ؟؟ ولا رقما تسلسليا ؟؟ أي أنه ترخيص غير قانوني .. وقد أكد المجلس الحالي ، لا قانونيته ، عندما قرر إلغاء كل التراخيص المؤقتة .. ؟ أي أن اشتغال الشركة وهي تحاول تثبيت هذا العمود ، خارج الاطار القانوني ، وهي تعلم ذلك ، بدليل حثها العمال القائمين بالأشغال على الكذب على المواطنين ، وإخبارهم بأن العمود تثبته «لاراديم» من أجل تزويد ملعب السكك الحديدية بالأضواء الكاشفة ...؟؟ المواطنون اليوم قد وقعوا عريضة أخرى تنضاف الى العرائض الأخرى ، وهم يتساءلون : أليس من بين المسؤولين من يدافع عن سكان وتجار ومهنيي منطقة بلاص دارم في غيابهم ؟ أم أن قدرهم أن يروعوا بين الحين والآخر لايقاف تمرير قرارات تعاكس حقهم في العيش الآمن كمواطنين .. لهم حقوق ، وعليهم واجبات ؟