عند ملتقى شارعي المحطة وجمال الدين الأفغاني، وعلى بعد بضعة أمتار من ممر السكة الحديدية، حيث يمتد شارع جمال الدين الأفغاني في اتجاه حي البساتين، تطالع المارة والسائقين لوحة يعلن من خلالها المكتب الوطني للسكك الحديدية، عن قطع ممر السكك الحديدية في وجه السيارات، بسبب أشغال بناء قنطرة للسير تحت السكك الحديدية، مع الاعتذار عن الإزعاج المؤقت الناتج عن هذه الأشغال، كما تبدوللناظر الحواجز الخشبية والحديدية التي أقيمت لمنع المرور، والتي تجبر السائقين على البحث عن وجهة أخرى للمرور نحو مقصدهم . ومهما كان الإحساس بالضيق الذي قد يحسه البعض إزاء تعطيل حركة السير بهذا الشارع (جمال الدين الأفغاني) الذي يعد شريانا يربط المدينةالجديدة بعدة اتجاهات ، فإن المرء في الأخير لايمكنه إلا أن يثمن عملية بناء هذه القنطرة، بسبب ما أصبحت تعرفه الحركة بهذا الشارع من توقفات متكررة وطويلة الأمد أحيانا ، في انتظار مرور القطارات ، أو القيام ببعض العمليات داخل المحطة، والتي تقتضي أحيانا إغلاق الممر في وجه حركة السير. غير أن اللافت للانتباه في هذا الموضوع، هو أن عملية قطع الطريق قد تمت منذ ما يقرب من خمسة أشهر، دون أن يتم الشروع في الأشغال المعلن عنها، مما يجعل المواطنين يتساءلون عن أسباب هذه الوضعية غير المنطقية، ويستنكرون هذا التعامل العشوائي واللامبالي، مع قضية لصيقة بحياة المواطنين، وأساسية لتوفير راحتهم، فالسائقون يجدون عناء كبيرا في تغيير وجهتهم، والبحث عن طريق آخر يفضي بهم لمقصدهم، سيما وأن خط بلاس دارم في اتجاه البساتين وطريق الحاجب ، قد أصبح يعاني اختناقا كبيرا بفعل ارتفاع وتيرة المرور عبره. أما الراجلون فرغم أنهم يجدون مسالك لهم بين الحواجز، فإن أصحاب العربات، كالباعة المتجولين القادمين من سوق الجملة القريب، وبعض المتسوقين من سويقة بلاس دارم، الذين يجرون عرباتهم الخاصة المحملة بالمواد، والأمهات اللواتي يدفعن عربات أطفالهن، ومستعملي الدراجات الذين يفضلون، اختصارا للمسافة، قطع الممر راجلين ... كل هؤلاء يجدون عناء كبيرا في عبور الحواجز ، ولا يجدون من وسيلة للاحتجاج على هذه الوضعية ، سوى الترديد المنفعل لألفاظ التذمر والاستنكار . أما سكان وتجار شارع جمال الدين الأفغاني، فلقد بلغ بهم التذمر من هذه الوضعية درجة قصوى، حيث يعتبرون بأن الغاية من إطالة أمد هذا الوضع، هي تأزيم وضعيتهم وإفلاس تجارتهم، لإرغامهم على التنازل عن حقوقهم، وعدم مطالبتهم بالتعويض المناسب عن الأضرار التي قد تلحقهم ، من جراء توسيع الطريق الذي تقتضيه عملية إنجاز القنطرة. ويؤكد تجار هذا الشارع أن رجال الأمن يفرضون ذعائر على السائقين الذين يقصدون محلاتهم بسياراتهم، بدعوى أنهم تجاوزوا علامة منع المرور، مع أن الأمر يتعلق ببضعة أمتار تفصل بين العلامة والحواجز القائمة على الممر، ومع أن هذه العلامة مؤقتة، وتخبرفقط بقطع الطريق ارتباطا بالأشغال وليس بلجان السير المختصة، والسيارات لايمكنها اقتحام موقع الأشغال لوجود الحواجز وعدم وجود أشغال بالمرة . واحتجاجا على هذه الوضعية الخانقة التي يعاني منها تجار وسكان هذا الشارع ، فلقد توجهوا بعريضة تتضمن خمسة وأربعين (45) توقيعا إلى والي جهة مكناس تافلالت / عامل عمالة مكناس، يحتجون فيها على إغلاق ممر السكك الحديدية بشارع جمال الدين الأفغعاني من طرف المكتب الوطني للسكك الحديدية لمدة طويلة ، دون الشروع في الأشغال المعلن عنها، مما يلحق بهم الضرر ويعرض تجارتهم للضياع والإهمال، ويطلبون رفع هذا الضرر عنهم في أقرب وقت ممكن، حفظا لحقوقهم وصونا لمصالحهم.