انتهت المرحلة الأولى من بطولة القسم الوطني الثاني، وتمكن فريق رجاء بني ملال من احتلال الصف الرابع برصيد 20 نقطة، إلى جانب كل من يوسفية برشيد ووداد فاس وأولمبيك الدشيرة والراك. ترتيب لم يكن أكثر المتفائلين الملاليين يتوقعه، بالنظر إلى البداية الصعبة والمتعثرة التي استهل بها الفريق الملالي هذا الموسم. فقد حصل على نقطة واحدة فقط في 4 مباريات، تحت إشراف المدرب محمد الأشهبي، قبل ان يتم التعاقد الفريق مع ابن البلد، المدرب محمد مديحي، الذي قاده لمدة 11 مباراة حصد خلالها 19 نقطة، متمركزا في الصف الرابع حسب النقط على بعد 9 نقاط فقط من المتصدر، الفريق الجار شباب قصبة تادلة. واضطر المدرب مديحي للعمل بتركيبة بشرية ورثها عن الأشهبي طيلة 11 مقابلة، عرفت عدة نواقص خاصة على مستوى خط الهجوم. تعاقد فريق عين أسردون مع مديحي لمدة سنة واحدة قابلة للتجديد، بشرط أساسي هو حفاظ الفريق على مركزه في القسم الثاني. هدف يتمنى مديحي أن يتجاوزه لتحصيل مرتبة جيدة وتكوين فريق منافس للمستقبل، مما جعله يقوم حاليا بانتدابات لتعزيز تشكيلته البشرية، أهمها اللاعب خالد صاروخ، القادم من اتحاد طنجة وبنزوكان من أولمبيك خريبكة وعماد السيطري وكذا عماد بنعمري من فريق الشبان. وبالمقابل تم تسريح ياسين بيوض بعد أن أنهى مدة عقده لستة أشهر. وإذا كان حال الوضع التقني يبشر بالخير، بعد أن تجاوز الفريق فترة الركود بفضل المدرب مديحي، الذي أعاد ترتيب الأوراق وضخ في نفوس اللاعبين روح الثقة والإيمان بالقدرات، مما جعل الأداء يتحسن دورة بعد أخرى ليتسلق الفريق المراتب، ويعلن عن نفسه كرقم أساسي في المجموعة، بعد أن كان يحتل الصف ما قبل الأخير، فإن الأمور على المستوى الإداري تسير في الاتجاه المعاكس. فإضافة إلى الخصاص المالي، الذي يشكو منه الفريق منذ البداية رغم توصله بما مجموعه 3008700.00 درهم من طرف كل من الجامعة 1857000.00 درهم و المجلس الإقليمي 375000.00 درهم و مجلس الجهة 700000.00 درهم و غيرهم، فإن المكتب المسير يعرف تشتتا كبيرا وصراعات مفتوحة بين جل عناصره منذ إعادة هيكلته في الجمع العام الأخير، بتجديد ثلث أعضائه و الاحتفاظ بعبد الصادق بودال رئيسا. فتشكلت التكتلات وخلقت الحزازات بناء على مصالح شخصية، وزرع عدم الثقة وتخوين الآخر، فتوقفت اجتماعات المكتب واختزل الأمر في عمل الإداريين الثلاثة حميد خليل والمعطي الخيراوي وحسن فارس، إلى جانب اللجنة المالية التي توسعت لتضم ثلاثة أعضاء برئاسة النائب الأول حسن العرباوي، الذي سحب منه الرئيس تلك الصفة بعد شهرين فقط من الممارسة. صراعات خلفت فراغا واضحا ترجم بإخلاء مقر الفريق الكائن بنادي الفروسية، الذي منح له إثر صعوده إلى البطولة الاحترافية. و تواصلت الصراعات لتستعمل فيها بعض فئات الجمهور الملالي، التي تردد بعض الشعارات ضد بعض أعضاء المكتب المسير خاصة الرئيس. مما جعل جل المسيرين لا يحضرون لمباريات الفريق. بل منهم من لم يقم بأي نشاط يذكر منذ التحاقه بالمكتب. عيوب أخرى يعاني منها المكتب المسير كعدم اعتنائه بالفئات الصغرى، التي تحقق نتائج جيدة رغم عدم توفرهم على الوسائل والمعدات الرياضية اللازمة، علما بأن الرئيس تعهد بعد تجديد الثقة فيه بتخصيص ميزانية مهمة للفئات، كما تعهد بإشراك المنخرطين في تدبير الفريق وهي وعود ذهبت مع الريح. كما أن المكتب رفض مجموعة من طلبات الانخراط، التي قدمت إليه بناء على مواقف مسبقة. خلافات دفعت النائب الأول حسن العرباوي لتقديم استقالته رسميا إلى باشا المدينة، بعد استقالة عبد العزيز جبران منذ مدة، في انتظار تقديم الرئيس حسب مصادر من المكتب لاستقالته بعد عودته من سفره بالخارج، وكذا أمين المال محمد زنان، الذي يقوم حاليا بمجهودات شخصية لتوفير الموارد المالية لفرق الفئات التي تركت لحالها. فراغ إداري مطبق جعل البعض يختار الاستقالة والبعض الأخر يختار الانسحاب بدون إخبار، وهي في الحقيقة سياسة الهروب إلى الأمام خوفا من المحاسبة. أمر محير فعلا، فالفريق الذي يسير على مستوى النتائج في خط تصاعدي يقابل بهروب المسيرين وجحودهم لأسباب أو لأخرى لا يمكن أن تكون فوق المصلحة العليا لهذا الفريق، الذي يعتبر معلمة ملالية بعد عين أسردون.