قال مسؤولون أمنيونالخميس إن مسلحين أكرادا نفذوا هجوما بشاحنة ملغومة على مركز للشرطة في جنوب شرق تركيا خلال الليل فقتل ستة أشخاص بينهم رضيع وطفلان في أحد أشد الضربات منذ اشتعال الصراع في المنطقة في يوليوز. وأطاح الانفجار بواجهة مركز الشرطة في بلدة شنار الصغيرة. وشاهد مراسل رويترز أثر الانفجار الذي حطم نوافذ مبان وسيارات وواجهات المحال التجارية القريبة. وتشهد المنطقة التي تعيش فيها غالبية كردية تصاعدا في أعمال العنف منذ يوليو تموز حينما انهار وقف لإطلاق النار دام عامين بين الدولة وحزب العمال الكردستاني مما جدد صراعا سقط فيه أكثر من 40 ألف شخص خلال ما يزيد عن 30 عاما. ويزيد الصراع من حجم الضغط على قوات الامن التركية التي تحارب في جبهتين. ويأتي الهجوم بعد تفجير انتحاري يشتبه في أنه من تدبير تنظيم الدولة الاسلامية أسفر عن مقتل عشرة سائحين المان في اسطنبول يوم الثلاثاء. وقال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو إن بين القتلى في انفجار شنار رضيعا عمره خمسة أشهر وتعهد في خطاب بأن تواصل تركيا قتالها ضد «كل أنواع الإرهاب.» وقالت مصادر أمنية إن طفلا عمرة سنة وآخر عمره خمس سنوات قتلا في الهجوم إلى جانب شرطي وشخص خامس لم تعرف هويته بينما أصيب 39 بينهم ستة من رجال الشرطة. وقال مكتب حاكم الإقليم في بيان إن مسلحين من حزب العمال الكردستاني هاجموا مركز الشرطة ومجمعا سكنيا مجاورا في نفس المنطقة حوالي الساعة الحادية عشرة والنصف مساء بالتوقيت المحلي (2130 بتوقيت جرينتش). ولم تعلن أي جهة على الفور مسؤوليتها عن الحادث. وبينما كان عمال الإنقاذ يبحثون عن جثث شاهد مراسل رويترز جثة سادسة يتم انتشالها من الحطام. وقال مصدر أمني إنها لزوجة رجل شرطة. وقال علي ديفران وهو من سكان المنطقة «كان انفجارا مدويا وكأنه داخل منزلنا. خرجنا وساعدنا في حمل المصابين إلى سيارات الإسعاف. بعضهم كان مصابا بحروق.» وقال مصدر أمني إن 1.5 طن من المواد الناسفة استخدمت في الهجوم. وقال بيان مكتب الحاكم إنه بالتزامن مع الانفجار فتح مسلحون من حزب العمال الكردستاني النار على مجمع أمني مجاور أعقبه اشتباك لكن لم ترد تقارير عن سقوط ضحايا. ويقول حزب العمال الكردستاني الذي تصنفه تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي كمنظمة إرهابية إنه يقاتل من أجل حكم ذاتي وحقوق أكبر لأكراد تركيا. منذ أن بدأ حزب العمال الكردستاني عملياته المسلحة عام 1984 انحصر القتال بدرجة كبيرة في الريف لكن أعمال العنف الأخيرة ركزت على الحضر حيث قام جناح الشبيبة في الحزب بحفر خنادق وإقامة متاريس لمنع قوات الأمن من الدخول وفرضت السلطات التركية حظر تجوال على مدار الساعة لأكثر من شهر في مدينتي سيلوبي والجزيرة قرب الحدود مع سوريا والعراق إضافة إلى حي سور بمدينة ديار بكر وسط عمليات تنفذها قوات الأمن. وحوصر المدنيون في الصراع. وأظهرت بيانات حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد أن 87 مدنيا قتلوا في بلدة سور والمدينتين الأخريين خلال هذه الفترة. وأظهرت لقطات من تلفزيون رويترز دبابة في شوارع مدينة الجزيرة اليوم الخميس ومنازل ومبان دمرها القصف. وبعد الانفجار العنيف أظهرت اللقطات عشرات السكان يحملون طفلا وجهه ملطخ بالدماء وقد لف في غطاء حيث وضعوه في سيارة ترفع راية بيضاء في محاولة لتجاوز حظر التجول. وفي خطابه انتقد داود أوغلو إعلانا وقعه أكثر من 1100 أستاذ جامعي انتقدوا في العمليات الأمنية وطالبوا برفع حظر التجول وبذل جهود جديدة من أجل السلام. وقال رئيس الوزراء «أمر محزن أن يوقع أساتذتنا الجامعيون مثل هذا الإعلان بينما نتحدث عن حرب على الإرهاب.. الدولة الإسلامية من جانب ومنظمة إرهابية انفصالية قتلت طفلا من جانب آخر.» وبدأ مدعون وجامعات تحقيقا مع عدد كبير من الأساتذة الجامعيين الذين وقعوا البيان للاشتباه في قيامهم بدعاية إرهابية والتحريض على الكراهية. ومن بين الموقعين المفكر الأمريكي نعوم تشومسكي.