قتل محام وناشط حقوقي كردي بارز بإطلاق النار على رأسه في جنوب شرق تركيا المضطرب اليوم السبت في مشهد التقطته كاميرات التصوير وأذيع في أنحاء العالم. ووصف حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد قتل طاهر إيلجي نقيب المحامين في دياربكر بأنه "عملية اغتيال مدبرة" ودعا الناس للاحتجاج. وقال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو إنه لم يتضح إن كان إيلجي قتل في تبادل لإطلاق النار أو في عملية اغتيال. وبعدها بساعات استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه لتفريق مئات الأشخاص الذين خرجوا في مسيرة باسطنبول للاحتجاج على قتله ورددوا هتافات مناهضة لما وصفوها "بالفاشية." وأظهرت لقطات التقطها تلفزيون رويترز رجال من الشرطة السرية يطلقون النار بشكل مستمر على شخص يركض أمامهم باتجاه إيلجي. وبعدها سقط إيلجي أرضا وبدا أن الدماء تسيل من رأسه. وقال شهود إن إيلجي قتل برصاصة واحدة بعدما تحدث لوسائل إعلام في دياربكر كبرى مدن جنوب شرق تركيا حيث أغلب السكان من الأكراد. وقتل شرطي أيضا في تبادل إطلاق نار أعقب قتل إيلجي. وذكرت وكالة دوجان للأنباء أن ضابطي شرطة أصيبا حين وصل فريق تحقيق يضم المدعي العام في دياربكر للموقع وتعرض لإطلاق نار. وواجه إيلجي انتقادات في تركيا لقوله إن حزب العمال الكردستاني المحظور ليس منظمة إرهابية كما تصفه الحكومة. لكنه أدان عنف حزب العمال الكردستاني. وكان مقررا أن يمثل إيلجي أمام القضاء بسبب تلك التصريحات التي أثارت غضب ممثلي الادعاء العام. وقتل المئات منذ انهيار وقف إطلاق النار بين حزب العمال الكردستاني وقوات الأمن الكردية في يوليو تموز مما جدد صراعا راح ضحيته نحو 40 ألف شخص منذ أن اندلع عام 1984. ودعا حزب الشعوب الديمقراطي لمظاهرة في اسطنبول وأدان قتل إيلجي الذي وصفه بأنه "عملية اغتيال مدبرة". وقال الحزب في بيان "في المكان الذي رحل عنه طاهر إيلجي سيواصل الآلاف مثله العمل في النضال من أجل القانون والعدل." وقال حزب الشعوب الديمقراطي إن إيلجي كان مستهدفا من قبل حزب العدالة والتنمية الحاكم ووسائل إعلام موالية له ودعا الأحزاب السياسية والمجتمع المدني والاتحادات المهنية "لرفع صوتها" بالاحتجاج. لكن رئيس الوزراء داود أوغلو قال إنه أيا من كان قاتل إيلجي فإن الهدف واضح. وأضاف "الهدف هو تركيا. إنه هجوم على السلام والوئام في تركيا." وقال الرئيس رجب طيب إردوغان مؤسس حزب العدالة والتنمية إن الحادث يظهر أن تركيا كانت محقة في "تصميمها" على مكافحة الإرهاب. وقال شهود إن إيلجي قتل بعد أن تحدث عن منارة تاريخية تضررت في اشتباكات قبل أيام. وقال عمر تاستان وهو مسؤول محلي في حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد لرويترز "بمجرد انتهاء البيان أطلق النار بكثافة على الحشد." وأضاف "رصاصة واحدة أصابت إيلجي في الرأس." وقال إن 11 شخصا أصيبوا أيضا في الهجوم. وفي مؤتمر صحفي مع وزير العدل بكير بوزداج قال وزير الداخلية إفكان علاء إن معركة بالرصاص اندلعت بعد أن أطلق شخص النار على الشرطة من سيارة مجهولة. وقال الوزير "طاهر إيلجي حوصر وسط إطلاق نار بين الشرطة وإرهابيين." لكنه لم يقل إن كان قد تم اعتقال أحد. وأعلن مكتب حاكم دياربكر حظر التجول في المنطقة بعد الواقعة. وعبر بوزداج وعلاء عن تعازيهما. وقال علاء إن أربعة محققين كلفوا بمتابعة القضية. وعبرت السفارة الأمريكية عن صدمتها من مقتل إيلجي ووصفته في تعليق على تويتر بأنه "مدافع شجاع عن حقوق الإنسان." وتصف تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حزب العمال الكردستاني بأنه منظمة إرهابية. ويطالب الحزب بمنح الأكراد في تركيا المزيد من الحكم الذاتي.