قصتان قصيرتان

1 الكتابة حرب
دخل الكاتب صالة كمال الأجسام على أساس أن يمتلك قوة بدنية تؤهله للدفاع عن قصصه .
ما يشغل باله هو قارئ ناقص عقل يسخر منه ،أو دارس يتوهم أنه يمنح خدمات الشهرة لمن لا يستحقها.
وعندما سخر منه ناقد في جلسة أدبية أَمَّتها نساء كاتبات مدعيا أن أسلوبه لا يرقى إلى الكشف عن العمق الإنساني ، قفز نحوه بطريقة بهلوانية وقبض على يده وجذبه إلى بطنه ثم طوح به بعيدا مقلدا لعبة الأرجوحة الدوّارة فمات .
في السجن لم يعد يكتب شيئا للأدب . كان يتسلى بالتعبير عن أحزانه في رسائل للأهل الذين لم يعودوا في حاجة إليها لأنها لا تطعم البطن.
2 صار الوضع صعبا للغاية أيها القراء
في أحيان كثيرة أجد صعوبة في مواصلة كتابة روايتي الجديدة للأسباب التالية:
البطل يدعي المرض فأمنحه استراحة ثلاثة أيام مدفوعة الأجر.
البطلة تدعي أن لحمها اتسخ ولهذا هي في حاجة إلى حمام بلدي ، فأمنحها استراحة أربعة أيام مدفوعة الأجر مع دفع تكاليف تقشير الوسخ وأجرة ركوب التاكسي..
الشخصيات الثانوية فرت إلى المقهى لتتابع مباراة حامية الوطيس بين فريقين إسبانيين .
أما العرضية فقد آثرت أن تعلن إضرابا عن العمل احتجاجا على هزالة الأجر الذي تتقاضاه.
والأحداث التي كنت أعثر عليها في المزبلة العمومية ،يبدو أن شركات أجنبية اشترت حقوق امتلاكها فطوقتها بسياج يمنع الاقتراب منه.
صار الوضع صعبا للغاية أيها القراء .