ما ذا يحدث بالضبط بإقليم الصويرة ؟ يومان فقط بعد انتحار شاب من مواليد 1975 متزوج وله خمسة أطفال بجماعة اقرمود، انتحرت يوم الأربعاء 2 فبراير 2011 فتاة أو بالأحرى طفلة من مواليد 1997 بدوار أولاد مراح الواقع بجماعة مجي، المسماة قيد حياتها نعيمة زمزم وجدت منتحرة شنقا وهي مازالت في عمر الزهور. وبالتالي فقد صار من الضروري أن يعكف المسؤولون الآن، وأكثر من أي وقت مضى على تأمل الأسباب الكامنة وراء توالي حالات الانتحار بالإقليم وخصوصا بالعالم القروي . فمنذ نهاية 2010 وبداية 2011 وصل عدد حالات الانتحار بالإقليم إلى 11 حالة أربعة منهم نساء بما فيهن امرأة عمرها 84 سنة انتحرت الأسبوع الماضي، عشر حالات بالعالم القروي وواحدة بمدينة الصويرة، ثلاث حالات غرقا بما فيها امرأة عمرها 35 سنة متزوجة وأم لطفلين رمت بنفسها في أمواج البحر، فيما انتحر الباقون شنقا عدا فتاة انتحرت عن طريق ملامسة أسلاك الضغط المرتفع بجماعة أيت داوود. وإذا كانت الأسباب الحقيقية الكامنة وراء جميع حالات الانتحار موضوع تباين للآراء، فان البعض يميل إلى تفسيرها بناء على عاملي الاضطرابات النفسية والمشاكل الاجتماعية، غير أن هنالك اتجاها جديدا يميل إلى إعطاء تفسير علمي يتأسس على المعطيات والخصوصيات الطبيعية أولا، ثم الاجتماعية للمناطق القروية بالإقليم. لكن الخلاصة الأساسية، هي ضرورة التفكير بشكل جماعي وبصوت مسموع ودق ناقوس خطر إزاء تفاقم ظاهرة الانتحار بالإقليم والتي وصلت إلى أرقام مقلقة وتجسدت في حالات غريبة كما هو الحال بالنسبة لحالتي الطفلة البالغة من العمر 13 سنة والمرأة البالغة من العمر 84 سنة.