سقط فريق الكوكب المراكشي بملعبه في الدورة 15 من البطولة الاحترافية،بهدفين مقابل هدف واحد، في المباراة التي جمعته بضيفه النادي القنيطري على أرضية الملعب الجديد لمراكش مساء أول أمس الخميس، مما زاد من تعقد وضع فارس النخيل في أسفل الترتيب العام، بسبب عجزه عن فك عقدة النتائج السلبية التي قذفت به إلى الصف ما قبل الأخير. وسجلت بداية المباراة اندفاعا للمحليين، لكن دون أن تشكل الضغوط المراكشية خطورة على مرمى الحارس علي الكروني بسبب التسرع، ليمسك بعدها "الكاك" بتفاصيل المباراة، بالرغم من محاولات فارس النخيل، خاصة في الدقيقة 16 بعد أن ارتطمت كرة جيفرسون بالقائم الأيسر للنادي القنيطري، إثر تبادل كروي محكم بين السقاط وكوشام، اللذين قاوما ضغط الزوار واندفعا في كثير من الأحيان لمنطقة الهجوم لبلوغ المرمى. مشاهد التواضع والشك والشرود ظهرت على أداء فارس النخيل، الذي عجز عن فك شفرة الزوار، حيث غلب التسرع والعشوائية على محاولاته الهجومية، في الوقت الذي كان فيه "الكاك" الطرف الأفضل والأكثر جرأة وخطورة، سواء بتنظيمه التكتيكي أو بحملاته المرتدة الخطيرة، إذ ضغط على الحارس أوزوكا وتوصل إلى تسجيل هدفين مبكرين عبر ديلاني ومبينغي، لكن الحكم بلوط أقر بعدم مشروعيتهما بداعي التسلل، قبل أن يأتي بها يقينا العميد بورواس في الدقيقة 26، إثر مجهود كبير من توفيق إجروتن،حيث سدد عميد "الكاك" بقوة، لتتغير وجهة الكرة بعد اصطدامها بقدم عميد الكوكب الزبيري، وتتحول لمرمى الحارس أوزوكا. وبعد توقيع الهدف الأول،أحكم لاعبو "الكاك" السيطرة على وسط الملعب، في الوقت الذي سعى فيه لاعبو الكوكب إلى إدراك هدف التكافؤ دون جدوى، إذ أغلق الزوار الممرات بفضل الانتشار الجيد للاعبين القنيطريين، الذين كانوا خارج أي ضغط، على عكس المحليين الذين كانوا تحت ضغط الجماهير والنتائج السلبية ورتبة الفريق في الدرك الأسفل من الترتيب العام. وفي الشوط الثاني ارتفع الإيقاع بجلاء، وأتيحت للكاك فرص عديدة لحسم المباراة في أكثر من مناسبة، لكنه فشل في استغلالها، مما سمح للكوكب بأن يستفيق ليعلن عبر هجمات متسلسلة، أثمرت إحداها في اللحظات الأخيرة هدف التعادل من رأسية للمنصوري في الدقيقة 85. وكاد الفريق المراكشي أن يخطف النصر بعدها، لولا العارضة والتسرع، بفضل التغييرات التي أجراها المدرب هشام الدميعي، لاسيما في الخط الأمامي، بعد إقحام عقال وبيات وكوياطي، حيث ظلت مرمى الحارس الكروني هدفا للمحليين. وقد حاول المراكشيون الاندفاع نحو مربع عمليات "الكاك" من خلال تمريرات محكمة، عن طريق كوشام والسقاط وبرارو أحيانا،أو من خلال كرات عميقة من قدم اللاعب شاكو، لكن خطوط الفريق المراكشي كانت متباعدة، علاوة على عزلة المهاجمين لاسيما جيفرسون، الذي لم يجد الدعم الكافي من طرف زملائه في الخط الأمامي، في ظل سيطرة الزوار الذين استثمروا غياب التماسك والاتساق بين خطوط الكوكب، مما فتح مساحات فارغة كانت في صالح الفريق الزائر، الذي وظف سرعة لاعبيه وخبرة بورواس وعادل المسكيني وسمير الزكرومي والترابي في تحقيق النقط الثلاث. ونزل الهدف الثاني كقطعة ثلج بارد على لاعبي الكوكب، بعد خطأ على مستوى التغطية الدفاعية للفريق، حيث ذبح إجروتن المراكشيين بهدف قاتل (د90 + 3) ليقذف بهم إلى الصف ماقبل الأخير، جاعلا من سياق الكوكب في الشطر الأول من بطولة الموسم الجاري نسقا مركبا ومعقدا، فيما ارتقى فارس سبو إلى المركز الخامس برصيد 22 نقطة، بعد أن أبان لاعبوه عن نضج تقني وتكتيكي داخل الميدان، سواء من حيث التنشيط الدفاعي أو طبيعة التموقع بالوسط أو السرعة والفعالية بالخط الأمامي. وإذا كان النادي القنيطري حقق المراد وعاد بفوز مهم من مراكش، أمّن به وجوده في وسط الترتيب العام، فإن فريق الكوكب المراكشي خسر المباراة والشطر الأول من البطولة،كما خسر جمهوره الغاضب منذ مدة، وينتظر أن يفقد مدربه هشام الدميعي الذي تلقى إخبارا شفهيا من رئيس الفريق بقرار الإقالة،في انتظار القادم من الأيام التي ستحمل ولاشك تغييرات ستطرأ على الطاقم التقني لفارس النخيل، واستثمار فترة التوقف للاستعداد للمرحلة الثانية من البطولة، ومحاولة تعزيز الفريق خلال فترة الانتقالات للحفاظ على مكانة الكوكب بقسم الكبار.