فوجئ مستخدمو تطبيقات التواصل الصوتي على الهواتف الذكية، خصوصا تطبيقات «سكايب»، «فايبر» و»واتساب»، التي تعتمد على تقنية «الصوت عبر بروتوكل الإنترنت» والمعروفة اختصارا بتقنية (VoIP)، بتوقفها إثر قرار اتخذته الشركات الثلاث المستغلة لخدمات الهاتف المحمول في المغرب. وشمل قرار المنع مستعملي هذه التطبيقات المرتبطين بشبكة الإنترنيت عبر خدمات الجيلين الثالث والرابع، في حين أن مستعملي شبكة «الويفي» شملهم المنع بشكل جزئي، في الوقت الذي لا يزال بإمكان المتصلين بالإنترنت عبر شبكة الهاتف الثابت (ADSL) استخدام تقنية (VoIP) بشكل عادي ما لم تقرر شركات الاتصال ضمهم إلى قائمة الممنوعين. ومعلوم أن شركات الاتصالات في المغرب هي الوحيدة المخول لها قانونا، حسب ما تنص عليه مقتضيات الفصل الأول من قرار الهيئة الوطنية لتقنين المواصلات (ANRT) رقم 04-04، توفير واستغلال خدمات الاتصال الصوتي عبر تقنية (VoIP)؛ لذلك فإن لجوء مستعملي الإنترنت إلى خدمات تطبيقات الإنترنت قد يشكل مسا بمصالح شركات الاتصال ويكبدها خسائر مادية هائلة، وهو ما انعكس فعلا على رقم معاملاتها الذي سجل تراجعا خلال السنوات الأخيرة. وحسب مصدر مطلع، فإن من بين الدواعي الأخرى لاتخاذ قرار من هذا القبيل يكمن الهاجس الأمني، نظرا لصعوبة تعقب ورصد مسارات المكالمات التي تتم عبر الإنترنت والتي تشتغل بالدرجة بتقنية (VoIP). وأضاف ذات المصدر أن الشركات الثلاث تسعى إلى التضامن في ما بينها للتصدي لهذه الظاهرة، خصوصا وأن القانون يقف في صفها مادامت الرخص تخول لها الاستغلال الحصري لخدمات الاتصالات الصوتية بجميع صيغها التقنية. وفي هذا السياق، يضيف نفس المصدر، يعكف الفاعلون الثلاثة حاليا على إعادة النظر في الاستراتيجية الاقتصادية التي تبنوها في السابق، والتي كانت تعتمد أساسا على الخدمات الصوتية الهرتزية، وتوسيعها لتشمل عروض خدمات الاتصال الصوتي عبر الإنترنيت. وأثارت هذه الخطوة استياء كبيرا في أوساط مستعملي هذه الخدمة، وشهدت منصات شبكات التواصل الاجتماعي فضاء لمناقشة هذا المستجد، سيما أن قرار المنع جاء بدون سابق إنذار وبدون أن تقوم الشركات بحملات تحسيسية أو توفر عروضا بديلة، وأن الكثير من المغاربة تعودوا على خدمات تلك التطبيقات للتواصل سواء داخل المغرب أو مع الخارج. ومن بين ردود الفعل القوية على هذه الخطوة ما جاء على لسان المدون المغربي المتخصص في مجال التكنولوجيا الرقمية، أمين رغيب، الذي سبق أن نشر قبل بضعة أشهر شريط فيديو يشرح فيه طريقة استغلال تقنية (VoIP) للاتصال المجاني عبر الهاتف المحمول، حيث قال رغيب في شريط فيديو جديد نشره كرد فعل على قرار منع الخدمة الصوتية في تطبيقات الهواتف الذكية: «إن شركات الاتصالات في المغرب عندما تعجز عن إيجاد حل للأزمات التي تواجهها، تلجأ للحل السهل وهو المنع». ونبه رغيب إلى أن هذه الخطوة ليست سوى جس لنبض المستعملين، وفي حال عدم تسجيل أي رد فعل قوي، فإن عملية المنع ستشمل أيضا نفس الخدمة للمرتبطين بالإنترنت عبر (ADSL).