على إثر المظاهرات التي شهدتها المملكة العربية السعودية وجمهورية إيران عقب إعدام زعيم شيعي وأشخاص آخرين أدينوا على خلفية أعمال إرهابية والمس بأمن الدولة، أعلن المغرب رسميا أنه يتابع باهتمام كبير تطور الوضع، ويخشى من أن تأخذ التجاوزات الجارية بعدا غير قابل للسيطرة في الساعات والأيام القادمة. وذكر بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون، أمس الأحد ، أن المغرب يعول على حكمة المسؤولين السعوديين والإيرانيين للعمل على تفادي أن ينتقل الوضع الحالي إلى بلدان أخرى بالمنطقة تواجه العديد من التحديات وتعيش أوضاعا هشة. وكانت وزارة الداخلية السعودية، قد أعلنت في وقت سابق السبت، تنفيذ حكم الإعدام بحق 47 «إرهابيا ومحرضا»، بعد أن تمت إدانتهم بتهم تشمل بالخصوص اعتناق «المنهج التكفيري المشتمل على عقائد الخوارج، المخالف للكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة، ونشره بأساليب مضللة، والترويج له بوسائل متنوعة، والانتماء لتنظيمات إرهابية، وتنفيذ مخططاتهم الإجرامية»، إلى جانب «استهداف مقار الأجهزة الأمنية والعسكرية، وسعيهم لضرب الاقتصاد الوطني، والإضرار بمكانة المملكة وعلاقاتها ومصالحها مع الدول الشقيقة والصديقة» ما اثار انتقادات حادة في ايران والعراق. وفي هذا الإطارهاجم متظاهرون مساء السبت مبنى السفارة السعودية في طهران وأحرقوه، تعبيرا غضبهم إثر إعدام الرياض رجل الدين الشيعي السعودي الشيخ نمر باقر النمر، كما أفادت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية «ايسنا». وأفادت «ايسنا» ان المتظاهرين رشقوا مبنى السفارة بالزجاجات الحارقة وتمكنوا من اقتحام السور ودخول حرم المقر قبل ان تخرجهم منه الشرطة. وفي مشهد، ثاني كبرى مدن البلاد (شمال شرق)، هاجم متظاهرون واحرقوا مبنى القنصلية السعودية، بحسب ما افادت مواقع اخبارية الكترونية ارفقت خبرها هذا بصور للهجوم. واثر هذين الهجومين طالب المتحدث باسم الخارجية الايرانية حسين جابر انصاري الشرطة الدبلوماسية بحماية المقار الدبلوماسية السعودية. وقال جابر انصاري بحسب ما نقلت عنه وسائل الاعلام الايرانية انه «وإذ يدين مجددا اعدام الشيخ نمر النمر، طالب بحماية الممثليات الدبلوماسية السعودية في طهران ومشهد (...) ودعا الشرطة الى منع اي تظاهرة امام هذه الاماكن». وتوعدت طهران على الفور الرياض بانها ستدفع «ثمنا باهظا» لاعدامها رجل الدين الشيعي، ما دفع وزارة الخارجية السعودية الى استدعاء السفير الايراني وتسليمه «مذكرة احتجاج شديدة اللهجة» إزاء تصريحات طهران «العدوانية» بخصوص تنفيذ أحكام الإعدام في حق 47 من الإرهابيين اليوم. وحملت وزارة الخارجية السعودية، المسؤولية كاملة» حيال حماية السفارة السعودية في طهران، وقنصليتها في مدينة مشهد، و»حماية أمن كافة منسوبيها من أي أعمال عدوانية، وذلك بموجب الاتفاقيات والقوانين الدولية».