تعرض طفل في الحادية عشرة من عمره أول أمس الثلاثاء فاتح فبراير لصعقة كهربائية بعد أن وضع يديه في بركة مائية من أجل غسلهما، ولم يتمكن من سحبهما بعدما سرى التيار الكهربائي في جسده وظل ينتفض إلى أن سقط أرضا بعد أن فارقت الروح جسده. وتعود تفاصيل الواقعة حين كان «محسن راشق» الذي كان يتابع دراسته بالمستوى الرابع، من أسرة فقيرة فقدت الأب، يلهو ويمرح برمال أرض خلاء جوار القاعة المغطاة لسيدي عثمان، الكائنة بشارع محمد بوزيان بالدار البيضاء، وعندما انتهى الأطفال من اللعب توجه محسن إلى بركة مائية من أجل غسل يديه وما أن وضعهما داخل «الضاية» التي توجد على مقربة من عمود كهربائي للإنارة العمومية، حتى أحس بالتيار الكهربائي يسري في جسده ولم ينفلت منه إلا وهو جثة هامدة. واقعة مأساوية أرخت بظلالها على الجميع سواء من حضروا الحادث أو من تلقوا خبر الفاجعة التي راح ضحيتها طفل بريء في مقتبل العمر، وكان أملا جميلا من آمال والدته المفجوعة أصلا بفقدانه لوالده، والتي تعاني من العوز والحاجة وتعيش حياة الهشاشة والإقصاء الاجتماعي، فإذا بها تفجع مرة أخرى وتتسع دائرة أحزانها، وهي تتلقى المصير الذي لقيه فلذة كبدها.