زار رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الإثنين شمال انجلترا حيث أغرقت فيضانات «غير مسبوقة» الشوارع ودفعت السلطات إلى إجلاء مئات الأشخاص وأطلقت الجدل مجددا حول اجراءات مكافحة الظواهر المناخية العنيفة. وإلتقى كاميرون صباح الاثنين جنودا يشاركون في عمليات الإجلاء وحماية المباني في يورك في منطقة يوركشير (شمال)، كما كتب في تغريدة على حسابه الشخصي على تويتر. ونجمت هذه الفيضانات عن أمطار غزيرة هطلت على المنطقة في الأيام الماضية. ومع أن الأحوال الجوية كانت أفضل الاثنين، ما زالت تسعة إنذارات عن خطر فيضانات عنيفة وخطيرة ساريا بينما حذرت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية من أمطار غزيرة جديدة وسط الأسبوع. وبدا المشهد في مدينة يورك التاريخية الواقعة في دلتا نهري أوز وفوس مذهلا إذ غمرت المياه أحياء بأكملها وتسربت إلى 500 مبنى ومسكن، وأغرقت السيارات. واستقر مستوى المياه في نهر أوز على ارتفاع 2.5 أمتار عن الوضع الطبيعي. لكن العضو في المجلس البلدي تشارلي كروفت قال لهيئة «بي. بي. سي» «نحن لازلنا نعيش حادثا كبيرا». وأمضى السكان الاحد يومهم في وضع أكياس الرمال أمام منازلهم لحمايتها من المياه. وقال مايكل اندرسن أحد المقيمين في المدينة «أعيش منذ 26 عاما في يورك ولم أر المدينة يوما بهذا الشكل». ولمساعدة السكان المتضررين بالفيضانات، حشدت السلطات 500 عسكري وأعلنت أنها قد ترسل ألفا آخرين إذا ساءت الأوضاع. وقالت جمعية خبراء العقارات إن هذه الفيضانات أحيت الجدل حول إجراءات مكافحة السيول في بريطانيا الجزيرة التي تهدد المياه واحدا من كل خمسة منازل فيها. وكانت الأمطار الغزيرة التي هطلت في شمال غرب انجلترا في مطلع دجنبر تسببت بأضرار قدرت بمئات ملايين اليورو. وخلال شتاء 2013-2014 غطت المياه آلاف المنازل في جنوب وغرب البلاد بعد فيضانات نجمت عن أمطار لم تشهد البلاد لها مثيلا. ودعا مسؤول كبير في وكالة البيئة البريطانية ديفيد روك إلى «إعادة التفكير بشكل جذري» في إجراءات مكافحة الفيضانات بينما اتهمت المعارضة العمالية حكومة كاميرون بأنها تريد تقليص النفقات المخصصة لهذه الإجراءات. (أ .ف. ب)