يقول مطلع أغنية "دعونا نندمح مع الموسيقى ونرقص" لنات كينغ كول في عام 1964 "قد تكون المشاكل قادمة"، وجماهير تشيلسي المنافس في الدوري الانجليزي الممتاز لكرة القدم كان لديها نفس الشعور خلال الصيف الماضي. وسيطر تشيلسي على المسابقة في الموسم الماضي، وحسم اللقب لصالحه بفارق ثماني نقاط في ماي، لكن مدربه جوزيه مورينيو الذي أقيل يوم الخميس لم يكن سعيدا بقرار إدارة النادي ببيع الحارس بيتر شيك إلى أرسنال خلال فترة الانتقالات الصيفية. وعلم مورينيو برغبة شيك بالرحيل عن الفريق، بعد أن أصبح الاختيار الثاني خلف الحارس البلجيكي تيبو كورتوا. لكن المدرب البرتغالي لم يكن راضيا عن موافقة النادي على رحيل شيك إلى الغريم أرسنال، لتزيد آمال المنافس اللدود آرسين فينغر في المنافسة على اللقب. وتعرضت معادلة مورينيو لضربة قوية بعد فشل التعاقد مع جون ستونز، مدافع إيفرتون، وبول بوغبا، لاعب خط وسط يوفنتوس. وقد يكون تشيلسي هو البطل، لكن المدرب كان يعلم أن المخاطر على الفريق هي أن يتفوق المنافسون عليه إذا فشل في تحسين موقفه، وتحققت مخاوفه بعد احتلال الفريق المركز 16. وعلى الرغم من الفوز باللقب في الموسم الماضي، فإن مورينيو كان يعلم نقاط ضعف الفريق، حيث يبدأ سيسك فابريغاس الدفاع من خط الوسط، وكان يطلب التعاقد مع بديل للمدافع جون تيري قائد الفريق. وبدأت الأمور تسوء في اليوم الأول للمسابقة هذا الموسم، بعد مشكلة مورينيو مع إيفا كارنيرو طبيبة الفريق وجون فيرن أخصائي العلاج الطبيعي، بعد نزولهما إلى أرض الملعب دون إذن منه لعلاج إيدن هازارد، لاعب الفريق في مباراة سوانزي سيتي. ووصف مورينيو الثنائي بأنه "ساذج"، وقرر استبعادهما من العمل مع الفريق الأول. وقررت كارنيرو الرحيل عن تشيلسي وقامت باتخاذ الإجراءات القانونية ضد النادي مع وجود اسم مورينيو في القضية. وقال ألان هادسون، اللاعب السابق لتشيلسي، لرويترز "هو ورومان أبراموفيتش (مالك النادي) كانا يلعبان لعبة القط والفأر طوال الموسم. منذ واقعة الطبيبة." وأضاف "كان يمكن الشعور بوجود شيء ما (في الكواليس)." وسارت الأمور من السيئ إلى الأسوأ بعد هزيمة تشيلسي في المباراة الثانية في الدوري 3 ? 0 أمام مانشستر سيتي وقيام مورينيو بإخراج المدافع جون تيري من الملعب بعد انتهاء الشوط الأول. وكانت هذه هي المرة الأولى التي يقوم فيها المدرب البرتغالي بتبديل المدافع المخضرم. وتواصلت معاناة تشيلسي وحاول مورينيو بكل الطرق تحسين أداء فريقه دون فائدة. وجلس هازارد، أفضل لاعب في الموسم الماضي ودييغو كوستا وغاري كاهيل وأوسكار وبيدرو، الوافد الجديد، وبرانيسلاف إيفانوفيتش وفابريغاس على مقاعد البدلاء خلال بعض المباريات. ووضحت المشاكل في لغة الإشارة بين هازارد وكوستا من جانب والمدرب البرتغالي من جانب آخر. وأبعد هازارد يد مورينيو عن وجهة عندما قام لتحيته بعد الأداء، الذي قدمه في مباراة أمام بورتو والتي فاز بها تشيلسي 2 ? 0 في دوري أبطال أوروبا، في وقت سابق من الشهر الجاري. وأظهرت لقطات تلفزيونية قيام كوستا بإلقاء قميص الإحماء نحو المدرب البرتغالي، بعد عدم إشراكه في مباراة توتنهام هوتسبير. وقال مايكل إيمانالو، المدير التقني لتشيلسي، لمحطة النادي التلفزيونية يوم الخميس "مع وجود عاطفة قوية للشخص الذي قدم الكثير للنادي فإن الحقيقة هي أن تشيلسي في ورطة." وأضاف "النتائج ليست جيدة وبدا أن العلاقة بين المدرب واللاعبين ليست على ما يرام، وشعرنا أنه يتعين علينا التحرك." وايمينالو هو لاعب سابق لمنتخب نيجيريا ويعد جزءا من الهيكل الإداري لتشيلسي منذ عام 2007، كما أنه يرأس إدارة كشافي المواهب على الصعيدين الدولي والمحلي بالنادي. وقال إيمينالو إنه كان لزاما على الملياردير الروسي أبراموفيتش أن يتخذ "قرارا صعبا". وأضاف "لا يوجد خطأ في ذلك . نادي تشيلسي يعد واحدا من أكبر الأندية في العالم، وبات الآن يتقدم بفارق نقطة واحدة فوق منطقة الهبوط في الدوري الانجليزي الممتاز وهو ليس بالأمر الجيد." وتابع "أي شخص ينتمي لهذا النادي يمكنه فهم أننا نواجه مشكلة وأن هناك حاجة للقيام بشيء ما." وعقب الهزيمة 2 - 1 أمام ليستر سيتي يوم الاثنين قبل الماضي اتهم مورينيو بعض لاعبيه "بخيانة العمل الذي يقوم به." وذكرت وسائل إعلام بريطانية أن المدرب البرتغالي "فقد ثقة اللاعبين" في ستامفورد بريدج، إلا أن إيمينالو نفى أن يكون للاعبي تشيلسي أي دور في إقالة المدرب. وأضاف "على من يقولون هذا أن يتذكروا أن هذه هي نفس المجموعة من اللاعبين الذين فازوا بالدوري وكأس رابطة الأندية الانجليزية الموسم الماضي."