لم يرق الديربي 119، الذي جمع الوداد بجاره الرجاء، في قمة الدورة 12 من الدوري الاحترافي، والذي احتضنه مركب محمد الخامس بعد زوال أول أمس الأحد، لتطلعات الجماهير العريضة، التي حضرت هذا العرس، الذي عرف احتفالية في المدرجات، برفع تيفوات رائعة ومعبرة من جماهير كلا الفريقين. وافتقد ديربي هذه السنة للتنافسية التي عهدت في الديربيات السابقة، حيث اعتمد مدرب الرجاء رشيد الطاوسي على خطة مغايرة، لما يعرف عن الرجاء، بعد أن أغلق كل الممرات على مهاجمي الوداد، وكان يسعى للخروج من هذ المواجهة بسلام، لو بنقطة واحدة، فيما اصطدم طوشاك بهذا النهج، فاستعصى على مهاجمي فريقه بلوغ مرمى الحارس أنس الزنيتي. وعرفت مجمل أطوار الجولة الأولى ثلاثة فرص، واحدة للوداد بواسطة وليد الكرتي ?د14?، وفرصتان للرجاء، الأولى بواسطة الحافظي ?د24? والثانية لأوساغونا ?د34?? كما اعتمد الرجاء على المرتدات، التي لم تشكل في مجملها أدنى خطورة على دفاع الفريق الأحمر، بقيادة الحارس زهير العروبي، الذي كان ناجحا في كل تدخلاته? ومع بداية الجولة الثانية، وبعد مرور خمسة دقائق، قام مدرب الوداد طوشاك بأول تغيير، حيث أقحم إسماعيل الحداد مكان رضى الهجهوج، لإعطاء دم جديد على مستوى الخط الأمامي. واضطر الحكم الدولي بوشعيب لحرش إلى إيقاف المباراة لمدة أربعة دقائق، بعدما الرؤية مستحيلة بسبب دخان الشهب النارية بمدرجات جماهير الوداد والرجاء، ليقدم المدرب رشيد الطوسي بدوره إلى إقحام اللاعب الشاب مهتدي مكان جحوح لدعم خط الهجوم، فيما عرفت المجموعة الودادية تغييرين بعد خروج وليد الكرتي، الذي عوضه المهاجم أو ناجم، ودخول سيسي مكان فابريس أونداما الذي ظهر عليه العياء? ثلاثي الهجوم الودادي والمتكون من الحداد وأو ناجم وسيسي شكل خطورة على دفاع الرجاء، الذي كان مستميتا، ومع ذلك تمكن إسماعيل الحداد من اختراقه في الدقائق الأخيرة من المباراة، بعدما راوغ ثلاثة مدافعين، لكن استعصى عليه بلوغ مرمى الزنيتي بسبب ضعف التركيز. كما أقحم الطاوسي محمود بنحليب مكان الحافظي وياسين الصالحي مكان الوادي، لكن النتيجة لم تتغير رغم إضافة الحكم الدولي بوشعيب لحرش سبعة دقائق كوقت بدل الضائع، لينهي بذلك ديربي الذهاب بالتعادل الأبيض? وغادر لاعبوا الوداد والرجاء رقعة الملعب بعد تبادل النخبة والعناق بروح رياضية? لكن الأخلاق والروح الرياضية والتربية غابت بالمدرجات، التي كان يتواجد بها بعض القاصرين، حيث اندلعت أعمال وشغب ومواجهات بين المشاغبين وبعض العناصر الأمنية، التي سجلت حضورها بالمركب الرياضي محمد الخامس منذ الصباح الباكر. وقد تم الاعتداء على سبعة عناصر أمنية، منهم عميد شرطة أصيب إصابة بليغة إلى جانب بعض زملائه? كما قامت مجموعات أخرى خارج أسوار المركب الرياضي، وفي طريقها وعودتها بعد اللقاء بأعمال شغب وتكسير للسيارات واعتداءات بالمعاريف، وبطريق الحي الحسني، وهو سلوك لا أخلاقي، وساهم في محو الصورة الرائعة التي قدمتها جماهير الفريقين على المدرجات، بلوحاتها المعبرة والجميلة. للإشارة فقد كانت السوق السوداء في هذا الديربي سمة بارزة، كما سجل حرمان مجموعة من الجماهير من متابعة المباراة، رغم توفرها على تذاكر الدخول?