وكما كان متوقعا اختار الويلزي جون توشاك، مدرب الوداد البيضاوي، الاعتماد على التشكيلة المعهودة، مع مشاركة لاعب الوسط الهجومي، رشيد حسني، أساسيا، وهو اختيار موفق بحكم أنه كان وراء أغلب المحاولات الجادة للفريق الأحمر. في حين أن رشيد الطاوسي، مدرب الفريق الأخضر، عمد إلى مجموعة من التغييرات، إذ دفع بعصام الراقي، العائد مجددا إلى صفوف الرجاء، والمهاجم النيجيري أوساغونا، الذي أنهى خلافه مع مسؤولي الفريق، أساسيين في تشكيلة غاب عنها العميد ياسين الصالحي، قبل أن يشارك في آخر دقائق المباراة. وبخلاف أرضية الملعب، قدم الجمهور لوحات متميزة في المدرجات، سواء قبل انطلاق اللعب، من خلال "تيفوات" أبهرت الملايين من تابعوا المباراة عبر شاشات التلفاز، أو عبر فترات الشوطين من خلال تشجيعاته، إلى درجة إلى عشرات الكاميرات التي غطت أطوار الديربي ركزت في الكثير من الأحيان على عروض الجمهور. وأشاد الجميع بالطريقة، التي أدار بها الحكم الدولي بوشعيب لحرش أطوار المباراة، ويكفي أنه لم يخرج بطاقته الصفراء إلا نادرا، وتحديدا في حق اللاعبين الرجاويينأوساغونا وعمر بوطيب، بسبب تدخلات عنيفة في حق اللاعبين الوداديين. وكان عشاق الفريق الأحمر يحلمون بحصد النقاط الثلاث، للبقاء في الصدارة، وتأكيد أفضلية فريقهم في الوقت الراهن، مقارنة مع الجار الرجاوي، الذي يمر بمرحلة فراغ على صعيد النتائج. ودفعهم ذلك إلى انتقادوا الأسلوب الدفاعي الذي اختاره المدرب توشاك في الشوط الأول، إذ تسلح المدرب الويلزي بالحيطة والحذر بشكل كبير. إلا أن جماهير الوداد ارتاحت نسبيا في الشوط الثاني، خصوصا عندما أشرك توشاك ثلاثي الهجوم، الحداد وسيسي وأوناجم، كاشفا عن نواياه الهجومية. وكانت اختيارات توشاك صائبة، إذ كان لاعبو فريقه أقرب إلى إحراز هدف السبق، عبر سيسي تارة، وعبر الحداد تارة أخرى، لولا يقظة الدفاع الرجاوي، وكذا الحارس أنس الزنيتي، الذي خاض أول ديربي بيضاوي، وكان عند حسن ظن جميع الرجاويين. وفي ما يخص فريق الرجاء، فباستثناء الفرصة الذهبية التي أتيحت لعبد الإله الحافظي في الشوط الأول، وضربته الرأسية التي علت مرمى الحارس زهير العروبي، فإن باقي المحاولات الهجومية لم تشكل خطورة كبيرة على مرمى الوداد، الذين كان لاعبوه يقظين في خط الدفاع بقيادة السينغالي مرتضى فال. تجدر الإشارة إلى أن عصام الراقي أعطى قوة كبيرة لخط الوسط الرجاوي، واعتبره كثيرون رجل المباراة بامتياز، إذ رغم أنه ابتعد عن الميادين، لأسباب صحية جعلته يفسخ عقده مع نادي الإمارات. واضطر الحكم بوشعيب لحرش إلى توقيف المباراة بضع دقائق، بسبب ضباب أحمر غطى منتصف الملعب وحجب الرؤية عن الحارس أنس الزنيتي، ما يطرح علامة استفهام كبيرة حول الطريقة التي اعتمد عليها أفراد من الجمهور لإدخال الشهب الاصطناعية ومواد أخرى كان من المفروض أن تبقى خارج المركب.