حج عدد كبير من الأساتذة المتدربين بالمراكز الجهوية للمهن التربية والتكوين، وطلبة معاهد المدارس العليا للأساتدة وعائلات هؤلاء الأساتذة في المستقبل إلى ساحة باب الأحد بالرباط يوم أمس، من كل مناطق المغرب من أجل المطالبة من جديد بإلغاء المرسومين الذي أصدرتهما الحكومة مؤخرا، وأثارا ضجة كبيرة في وسط هؤلاء الأساتذة ما دفع بهم لتنطيم مسيرة الغضب في بداية هذا الشهر. لكن فوجئ هؤلاء بعدد كبير من العناصر الأمنية، التي حاصرت عشرات الآلاف من الأساتذة المتدربين، من التقدم في مسيرتهم، انطلاقا من ساحة باب الأحد في اتجاه مقر وزارة الترربية الوطنية، قبل أن تقتحم الحشود، الحاجز الأمني، ليتم استقدام عناصر إضافية نصبت حاجزا أمنيا آخر أمام ملحقة وزارة التربية الوطنية. وبعد ذلك احتشد الأساتذة المتدربون بالمراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين أمام مقر وزارة التربية الوطنية بالرباط، من جديد بأعداد كبيرة لتنفيذ قرار المسيرة الثانية الذي دعت لها التنسيقية الوطنية للأساتذة، لكن الجديد في هذه المسيرة هو مضاعفة عدد المشاركين حيث التحق بهؤلاء الطلبة الأساتذة المتدربون طلبة المدارس العليا للأساتذة، 10 ألف إطار، فضلا عن عائلات هؤلاء المحتجين والمحتجات. وقدر بعض المنظمين للمسيرة في تصريح لجريدة «الاتحاد الاشتراكي» أن عدد المشاركين في هذه المسيرة قد ناهز 18 ألف مشارك، كلهم جاءوا ليقول «لا للمرسومين»، والمطالبة بإلغاءهما معتبرين أنهما يشكلان ضربا للمكتسبات المتعلقة بهذه الفئة ، حيث تم تقليص المنحة إلى النصف من 4250 درهم إلى 1200 درهم، وإلزام الأساتذة المتدربين باجتياز مباراة التخرج والنجاح فيها حسب عدد المناصب المفتوحة. وانطلقت مسيرة الغضب لهؤلاء الأساتذة المتدربون وعائلاتهم وطلبة الأساتذة للمدارس العليا على الساعة الحادية عشرة وخمسة وأربعين دقيقة من أمام مقر وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني مرورا من باب الرواح في اتجاه محطة القطار الرباط المدية من أجل الوصول أمام مقر البرلمان وكل ذلك تحث مراقبة رجال الأمن والشرطة وتعزيزات أمنية قوية تحسبا لكل ما من شأنه. وردد المحتجون شعارات تطالب برحيل الوزير الوصي على القطاع رشيد بلمختار، وشعارات أخرى تستنكر هذه السياسة التعليمية التي تتهجها الحكومة والتي ستزيد من العاطلين في صفوف الأساتذة المتدرين وحاملي الشهادات. كما جلس الأساتذة بشكل جماعي في الشارع، خلال هذه المسيرة التي كان قد وصلت مقدمتها الى محطة القطار الرباطالمدينة شارع محمد الخامس وآخرها الذي كان في باب الرواح مرددين شعارات صاخبة وحماسية تندد بالقرارات اللاشعبية لهذه الحكومة والتي تغتصب آمال هؤلاء الشباب في التوظيف المباشر في قطاع التعليم. المسيرة تأتي بعد تصريحات للوزير الوصي عن القطاع للصحافة التي زادت من غضب الأساتذة المتدربين وتأتي كذلك من أجل رفض كل الحلول الترقيعية التي يتبجح بها الوزير كتوجه هؤلاء الأساتذة للقطاع الخاص أو العمل في دول الخليج.