سحبت يوم السبت في باريس قرعة نهائيات كأس أوروبا 2016، التي تحتضنها فرنسا من 10 يونيو إلى 10 يوليوز المقبلين، وجاءت متوازنة نسبيا حيث تبدو المنتخبات الكبرى مرشحة لبلوغ الدور الثاني. وجاءت فرنسا، المضيفة، في المجموعة الأولى إلى جانب رومانياوألبانيا وسويسرا، فيما أوقعت القرعة إسبانيا، حاملة لقب النسختين الأخيرتين، في مجموعة صعبة نسبيا هي الرابعة مع تشيكيا وتركياوكرواتيا، وجاءت ألمانيا، بطلة العالم، في الثالثة إلى جانب أوكرانيا وبولندا وإيرلندا الشمالية. ووزعت المنتخبات على أربع مستويات، حيث وضعت إسبانيا وألمانيا وإنكلترا والبرتغال وبلجيكا في المستوى الأول، وإيطاليا، وصيفة البطل، وروسيا وسويسرا والنمسا وكرواتياوأوكرانيا في الثاني. أما المستوى الثالث فضم تشيكيا والسويد وبولندا ورومانيا وسلوفاكيا والمجر، في حين ضم الرابع تركياوإيرلندا وإيسلندا وويلز وألبانياوإيرلندا الشمالية. وتستضيف فرنسا البطولة القارية للمرة الثالثة، بعد عامي 1960 عندما حلت رابعة و1984 عندما توجت باللقب للمرة الأولى في تاريخها، قبل أن تضيف اللقب الثاني عام 2000 عندما نظمت البطولة مناصفة بين بلجيكاوهولندا. يذكر أنها المرة الأولى التي تشهد فيها البطولة القارية مشاركة 24 منتخبا، وزعت على 6 مجموعات يتأهل الأول والثاني الى الدور الثاني، بالإضافة إلى افضل 4 منتخبات تحتل المركز الثالث. وتشارك منتخبات ويلز وإيرلندا الشمالية وألبانيا وإيسلندا للمرة الأولى في تاريخها في العرس القاري. وستلتقي فرنسا مع رومانيا في المباراة الافتتاحية على ملعب "فرنسا" في سان دوني في العاشر من يونيو المقبل، قبل أن تلتقي مع ألبانيا على ملعب فيلودروم في 15 منه، وسويسرا على ملعب بيار موروا في ليل في 19 منه. والتقت فرنسا وسويسرا مرة واحدة حتى الآن في البطولة القارية، وكانت عام 2004 عندما فاز الفرنسيون 3 - 1 وخرجوا من ربع النهائي أمام اليونان (0 - 1) التي فجرت المفاجاة وتوجت باللقب لاحقا، في حين التقت مع رومانيا مرتين، الأولى عام 1996 وفازت 1 - 0، والثانية عام 2008 وتعادلتا سلبا. والتقت فرنسا مع ألبانيا وديا في يونيو الماضي وفازت الأخيرة 1 - 0، علما بأنهما تعادلتا 1 - 1 في نوفمبر 2014 وديا أيضا. وفي المقابل لم ترحم القرعة إسبانيا، الساعية إلى تحقيق إنجاز تاريخي، يتمثل في التتويج باللقب الثالث على التوالي والرابع في تاريخها بعد عام 1964، حيث أوقعتها في المجموعة الرابعة مع تشيكيا وتركياوكرواتيا. وضربت تشيكيا بقوة في التصفيات وحجزت بطاقتها عن المجموعة الأولى إلى جانب إيسلندا، على حساب هولندا بطلة عام 1988 والغائب الأكبر عن العرس القاري، كما أن تركيا ساهمت في حرمان المنتخب البرتقالي من خوض الملحق، بعدما حلت ثالثة في المجموعة إثر عودتها القوية في المباريات الأخيرة في التصفيات. والتقت إسبانيا مع تشيكيا في تصفيات 2012، وفاز رجال المدرب فيسنتي دل بوسكي 2 - 1 ذهابا و2 - 0 إيابا. أما كرواتيا، فأبلت البلاء الحسن في المجموعة الثامنة من التصفيات، وحجزت بطاقتها خلف إيطاليا، علما بأن الاتحاد الأوروبي خصم نقطة من رصيدها بسبب شغب جماهيرها. يذكر أن تشيكيا المتوجة بلقب عام 1976 باسم تشيكوسلوفاكيا، التقت مع تركيا في العرس القاري عام 2008 وفاز الأتراك 3 - 2 . كما أنهما التقيا في التصفيات المؤهلة للنسخة الحالية. وأوقعت القرعة ألمانيا بطلة العالم والساعية إلى لقبها الرابع أيضا بعد أعوام 1972 و1980 (تحت اسم ألمانيا الغربية) و1996 في مواجهة جارتها بولندا، بعدما أوقعتهما في التصفيات عندما تبادلتا الفوز 2 - 0 للأخيرة و3 - 1 للأولى. والتقت ألمانيا وجارتها بولندا في نهائيات عام 2008 وفاز الألمان 2 - 0. وضمت مجموعة الألمان أوكرانيا، التي تشارك للمرة الأولى عن طريق التصفيات، بعدما استضافت النسخة الأخيرة مشاركة مع وبولندا، بالإضافة إلى إيرلندا الشمالية التي تشارك للمرة الأولى. ونجحت أوكرانيا في التخلص من عقدة الملحق التي لازمتها في محاولاتها الخمس الأخيرة، إن كان من أجل التأهل لكأس أوروبا أو كأس العالم وأخرها كانت في آخر 2013 في ملحق التصفيات المؤهلة إلى مونديال البرازيل 2014، حيث فازت على فرنسا ذهابا 2 - قبل أن تخسر إيابا 0 - 3. وأسفرت القرعة عن دربي بريطاني، بعدما أوقعت إنكلترا وجارتها ويلز في المجموعة الثانية إلى جانب روسيا وسلوفاكيا. والتقت إنكلترا وويلز 111 مرة سابقا، وفاز الانكليز 71 مرة مقابل 17 لويلز. وتبدو إنكلترا مرشحة بقوة لحجز بطاقتها إلى الدور الثاني بعد إنجازها في التصفيات، حيث كانت أول المتأهلين والمنتخب الوحيد الذي حقق 10 انتصارات من أصل 10 مباريات في التصفيات. وفي المقابل، نجحت ويلز بقيادة نجم ريال مدريد الاسباني غاريث بايل في حجز بطاقتها للمرة الأولى في تاريخها إلى بطولة كبيرة. وانتزعت روسيا التي تملك في رصيدها لقب النسخة الأولى باسم الاتحاد السوفياتي،, بطاقتها بعد 5 انتصارات متتالية بقيادة مدربها وسسكا موسكو ليونيد سلوتسكي، خليفة الايطالي الشهير فابيو كابيلو، الذي حقق بداية مخيبة في التصفيات.