أحسست بمسؤولية كبيرة تحفني وأنا أضع قدمي على سلم الطائرة المتجهة صوب روما، ومن تَم إلى دولة الكويت الشقيقة رفقة شباب وشابات المغرب، لحضور فعاليات ملتقى التطوع الشبابي لمواجهة التطرف والتعصب وكل أشكال الإرهاب، من 5 إلى 12 دجنبر 2015، بمشاركة 150 شابا وشابة يمثلون 14 دولة عربية ، نعم أحسست بجسامة تمثيلية وطني المغرب في هذا الملتقى، تحت يافطة المرصد المغربي لنبذ العنف والإرهاب، أكيد أن هذا السفر يختلف كثيرا عن سفريات سابقة سواء نحو الجزائر لمساندة فريقي الفضل نادي الرجاء البيضاوي، أو سفريات أخرى لها طعم حب المعرفة والاستطلاع داخل تراب وطني المغرب ، نعم سيكون سفرنا نحن الشباب نحو تعزيز ثقافة التعايش والسلام وترجمة شعار الملتقى « التطوع تعايش والتطرف غربة « إلى فعل وممارسة لإشاعة السلام بين بني البشر في ظل ما يحدق بنا من مخاطر الإرهاب الكوني . كل شروط الترحيب والاستضافة والانخراط الجدي في الملتقى تم توفيرها لنا، كشباب حالم بأمل التسامح والحوار واحترام الرأي والرأي الآخر والدفاع عن حرية التعبير وعن حقوق الإنسان ، وكانت أطر وزارة الشباب والرياضة رفقة وزيرنا في القطاع، حاضرة ومتتبعة لكل خطواتنا، لنرسم طريقا نحو بريق التطوع، كرافعة أساسية لخدمة الوطن العربي ونسج أواصر الصداقة المتينة بين الشباب العربي الذي ساهم بفعالية وانضباط ومسؤولية . كانت فعاليات افتتاح ملتقى التطوع الشبابي لمواجهة التطرف، مؤشرا قويا على اهتمام وزراء قطاع الشباب والرياضة بالعالم العربي بهذا الحدث الكبير، للمّ شمل شباب الوطن العربي، وتوحيد نظرته وقدراته وطاقاته، في سبيل استنهاض قيم المشترك بيننا روحيا وثقافيا وفكريا واجتماعيا ، هكذا انخرطنا كشباب في ورشات وندوات اللقاء بحضورنا القوي تحت إشراف الأستاذ زكريا، المرافق لنا لدولة الكويت و الذي استطاع بخبرته وتكوينه أن يجعل من الوفد المغربي يتناغم و يتفاعل مع كل الوفود المشاركة ، وما الاهتمام الإعلامي الذي خصته وسائل الإعلام الكويتية و العربية إلا دليل على مكانة وطننا العزيز داخل الدول العربية. ملتقى التطوع الشبابي كان فرصة سانحة تداولنا فيها منذ انطلاقته يوم 5 دجنبر من السنة الجارية، كل سبل معالجة ومواجهة التطرف و التي أفرزها نقاشنا المشترك بين الشباب العربين حيث من المفترض أن نقدم استنتاجاتنا وخلاصتنا كعصارة عمل الملتقى الضامنة لحلول ناجعة، لمعالجة ظاهرة الإرهاب والتطرف والتي سترتكز أساسا على جعل العمل التطوعي أحد أبرز ركائز وأسس المواطنة، لإعلاء قيم السلام والتسامح والتعايش والتضامن . لقد تابع ممثلو المرصد المغربي لنبذ الإرهاب والتطرف باهتمام بالغ، أبرز التجارب التطوعية والرائدة على المستوى العربي في أفق تعزيز ثقافة التطوع بين الشباب العربي المشارك في الملتقى، فضلا عن تقديم رؤية نفسية واجتماعية وأكاديمية متخصصة في ظاهرة التطرف بين الشباب لاستنباط أهم مخرجات حوارنا وأشغالنا، من خلال الورشات واللقاءات الفكرية لتحديد مفهوم التطرف من وجهة نظر الشباب العربي، ومناقشة مسؤولياته لمواجهة التطرف كظاهرة كونية . لقد غرسنا شروط التواصل القيم وأسس التطوع كثقافة، نحن مطالبين بتجديدها وتقوية بنائها وضخ أوكسجين الحياة المتجددة في عالمنا العربي، وتعاهدنا على ذلك فوق تربة أرض الكويت المحتضنة للملتقى التطوعي للشباب، وتركنا بصمتنا من خلال غرس أشجار طيبة وارفة الظل، لتمتد أغصانها للجيل اللاحق وينبت ورقها الشاهد على لقائنا المميز لمواجهة التطرف وكل أشكال العنف ..أشجار الشباب ستبقى شاهدة على هذه اللمّة العربية لنلتقي تحت ظلها في القادم من الأيام لننشد السلام.