تحت عنوان «امتلاء»، تحتضن قاعة «نظر» بالدار البيضاء جديد أعمال الفنان زين العابدين الأمين ابتداء من يوم الخميس 03 دجنبر 2015 إلى غاية 09 يناير 2016. تشكل اللوحات المعروضة امتدادا لأسلوب زين العابدين الذي تتوزع أسناده بين القماشة والخشب المُسْتَعاد من طبيعته التجزيئية والمتلاشية، كما يشير الفنان والناقد الفني بنيونس عميروش، موضحا أن هذه الأخيرة «تخضع للمعالجة والتجميع المُتَجاوِر، في تَوازٍ رائق مع تحميل العلامات المُنتصِبة والمُمْتَدَّة نحو الأعلى، ضمن تناسُلية تُحيل على خُصوبة وَلودة، حيث الحياة تتعدى دلالة الإشارات الخطية الواقفة والمُتكررة، لتَشْمَل دينامية التشكيلية plasticité المُوَجَّهَة بإيقاع حَرَكي يستجيب لصدى الذات المحمومة وهي تنقش أنفاسها عبر وَقْع الفرشاة العريضة والمتناغمة مع كل شهيق وزفير، لتنطبع تجريدية الجسد المُتَراقص والمُتَماهي مع طقوس الحَكّ والدَّعْك واللَّمْسَة المُسْتَرسَلة والمُراوِغة» . تلك هي ميزة الأسناد الدائرية عند الفنان زين العابدين الأمين، يضيف بنيونس عميروش، «فسرعان ما تقحمنا في مشهدية جغرافية بديعة، تدعونا لقراءة الأرخبيل واليابسة المستعارة من النتوءات المادية، والمصاغة بشاعرية معيارية تنتصر خِلالها الخِفَّة في مقابل الثقالة المَقصية، حتى تُبقي المفردات والعناصر المتطايرة على إيقاع رَقْصِها. ذلكم أن الخِفَّة في هذه الحال، تظل جوهر الأسلوب القائم على تَقشُّف لوني وشكلي ملحوظَيْن، حيث الشكل نفسه يَنْصاع للتفجير بتداخل الضربات الخاطفة والمتعاقِبة في تذويب حدودها، لتوسيع مجال توليف العلاقات السَّلِسَة بين مجموع أركان المساحة التي لا تكاد تخلو من هُبوب الفراغ، وكأننا في حَضْرة الاختزال التعبيري الموصول بقصائد الهايكو» .