أكد مشاركون في ندوة حول «رهانات السياسات الجبائية في التحول الاقتصادي بإفريقيا في أفق 2025»، اليوم الاثنين بالدارالبيضاء، على أهمية تجربة المغرب في الإصلاح الجبائي ودوره في الاستثمار بالقارة الإفريقية. وذكر المدير العام للضرائب عمر فرج، في افتتاح هذا اللقاء، الذي حضره والي جهة الدارالبيضاء- سطات خالد السفير وعدد من الخبراء الاقتصاديين والماليين من المغرب وإفريقيا، أن القارة الإفريقية عرفت في السنوات الأخيرة وتيرة نمو متزايدة بفضل الإرادة السياسية القوية لدولها عبر إطلاق مجموعة من المشاريع المهيكلة في مجال البنيات التحتية والقطاعات الاقتصادية والاجتماعية. وأضاف فرج أن من الإكراهات المطروحة في هذا المجال بالنسبة للمغرب ما يتعلق منها بالقطاع غير المنظم، الذي يشكل جزءا مهما من النشاط الاقتصادي الوطني، مشيرا إلى الجهود المبذولة من أجل تشجيع إدماج هذا القطاع في منظومة السياسة الضريبية العامة. وأشار إلى أن هذه الجهود تقوم على تشجيع المزاولين لنشاطات هذا القطاع على مزاولة نشاطات منظمة، والاندماج في منظومة النسيج الاقتصادي والتأقلم مع التحولات الاقتصادية والإكراهات التي تفرضها التنافسية عبر الاستفادة من مجموعة من المنافع. وشدد المدير العام للضرائب على أهمية ملاءمة أنظمتها الجبائية وفق أفضل التطبيقات الدولية من أجل تشجيع جلب الاستثمارات الأجنبية. من جهته، أكد مامادو فال كاين، المستشار الاقتصادي والمالي لرئيس جمهورية السنيغال، أن ندرة وهشاشة الموارد المالية للبلدان الإفريقية تتطلب اجراء إصلاحات لتطوير النظام الجبائي، مشيرا إلى أنه برغم تحسن مستوى استرداد الضرائب فإن عدة تحديات لا زالت مطروحة في هذا المجال بالقارة الإفريقية. وأكد فال كاين على ضرورة التعاون الإفريقي في مجال الإصلاح الضريبي، مشيرا إلى أن التحولات الاقتصادية للقارة السمراء ينبغي أن تعتمد على مواردها المالية المحلية قبل الأجنبية. أما عبد الله بريما، المندوب المكلف بالسياسات الاقتصادية والجبائية بالاتحاد الاقتصادي والنقدي لبلدان غرب إفريقيا، فقد أشار إلى أن من أهداف هذا الاتحاد، الذي تأسس بناء على معاهدة موقعة بدكار في 1994 من طرف رؤساء دول وحكومات سبعة بلدان بغرب القارة الإفريقية، إنشاء اتحاد جمركي، وتنسيق السياسات الجبائية، وتطوير القدرات الضريبية. من جهتها، شددت ياسين دي فال، الممثلة المقيمة للبنك الإفريقي للتنمية، على أهمية تعبئة الموارد المالية بالقارة الإفريقية التي تعرف تحولات اقتصادية مهمة، مشيرة إلى ان هذه التحولات تواجهها عدة عراقيل، مما يتطلب التعاون على المستوى الإفريقي من أجل تجاوزها. وتجدر الإشارة إلى أن برنامج هذه الندوة، التي تنظمها مؤسستا «الدارالبيضاء، شركاء وسائل الإعلام»، و«أول أفريكا غلوبال ميديا»، والتي استغرقت يومين، يشمل مناقشة العديد من المحاور منها «السياسات الجبائية، رافعة استراتيجية لتسريع وتأمين الصعود بإفريقيا»، و»تأثير السياسات الجبائية على نمو المقاولات»، و»الضغط الجبائي ونمو القطاع غير المنظم»، و»أية استراتيجيات لترشيد الجباية الوطنية»، و»التجارة غير المشروعة وعدم الأمن بإفريقيا». و.م.ع.