طه عدنان، أديب مغربي مقيم ببروكسيل منذ عشرين سنة، استهوته خلالها العاصمة البلجيكية بتنوعها الإثني، والثقافي، وكذا المؤسساتي. غير أن ما سحر هذا الشاعر الذي ينحدر من مدينة مراكش، ليس بروكسيل عاصمة أوروبا، بل المعيش اليومي لسكانها. عشق طه عدنان لهذه المدينة، عبر عنه من خلال الكتابة والأدب. ففي أمسية أدبية الأربعاء الماضي، احتضنتها دار الفرنسية ببروكسل، وحضرها ثلة من المثقفين والمهتمين بالعاصمة البلجيكية، قدم عدنان كتابه « بروكسيل، المغربية «. وقد حاول طه عدنان، من خلال مؤلفه تعقب وتجميع ما كتب عن هذه المدينة، من قبل العديد من الأدباء المغاربة كعبد اللطيف اللعبي، وليلى هواري، ونعيمة البديوني وآخرون، بعضهم مقيمون في بروكسيل، أو مهاجرون، أو كانوا في زيارة للمدينة ، لكن جميعهم قرروا العودة إليها بكتاباتهم من جديد والحديث عنها بطريقتهم. وقد نجح طه عدنان في جمع هذه المختارات لأدباء مغاربة يحكون فيها عن الحياة اليومية في هذه المدينة المتعددة الروافد، مساهمات استعملت فيها جميع الأجناس الأدبية من شعر ونثر. وأكد طه عدنان، الذي شارك إلى جانبه في هذه الأمسية كل من الأديبين ادريس بار ومانزا، على أن مدينة بروكسل لم تستأثر باهتمام الأدباء العرب كما هو الشأن بالنسبة لباريس أو مدن أخرى، بحيث أن أول رواية مغربية باللغة بالعربية تتحدث عن بروكسل صدرت في 2009. وقال طه عدنان « نحتاج إلى وقت للإحساس بالمدينة والكتابة عنها «، مشيرا إلى أن هناك مجموعة من المحاولات اليوم ل»اقتحام» هذه المدينة من قبل أدباء عرب. وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، كشف طه عدنان على أن هذه الأمسية الأدبية احتفاء بهذا التنوع بالنظر للحضور المكثف ومن جنسيات مختلفة. وقال « إنها وقفة في ظل الظرفية التي نعيشها اليوم، وقفة أدبية التي تبرز الوجه الآخر لبروكسل «. وأعلن طه عدنان بهذه المناسبة عن إصدار جماعي جديد، باللغة العربية، يتناول الحوار الأدبي في إطار تقاطع الثقافات، ويتبادل فيه كتاب مغاربة ، وعراقيون، وسوريون، وفلسطينيون، ومصريون وسودانيون، وكذا مصورون من أصول عربية، بشكل فني، رؤاهم حول الهجرة واللجوء والاندماج في المجتمع البلجيكي. كما أنه، أسلوب، يقول طه عدنان، للنهوض بتنويع العرض الأدبي والفني في صفوف المهاجرين في بلجيكا. وصدر مؤلف « بروكسيل المغربية «، عن دار النشر (الفينيك) بدعم من وزارة الثقافة ومجلس الجالية المغربية بالخارج. و.م.ع