فضل محمد الغنوشي رئيس وزراء الحكومة الانتقالية في تونس أن يسلم حقيبة وزارة المالية لجلول عياد، المدير العام السابق للبنك المغربي للتجارة الخارجية، والذي يحلو لعثمان بنجلون أن يناديه بال««مايسترو»،» ليس فقط لمهاراته وإبداعه في مجال التأليف الموسيقي، بل أيضا لتميزه وخبرته الواسعة في القطاع البنكي. ولم تكن صدفة أن يضعه عثمان بنجلون، المعروف بصرامته في اختيار مساعديه، على رأس الادارة العامة للبنك المغربي للتجارة الخارجية، حيث قاد منذ التحاقه بالمجموعة البنكية BMCE سنة 1998 العديد من العمليات الكبرى في امبراطورية بنجلون المالية، وإليه يرجع الفضل في إنشاء وتوسع بنك الاعمال BMCE CAPITAL على المستوى الافريقي والأوربي. وكان عثمان بنجلون قد وضع عياد في 10 يونيو الماضي نائبا للرئيس في القطب الدولي ل BMCE بعدما تقلب بين مهام الإدارة العامة للبنك المغربي للتجارة الخارجية، ورئاسة مجلس إدارة فرعه المتخصص في مجال الأعمال والاستثمار والأسواق المالية «بي إم سي أو كابتال»، بالإضافة إلى رئاسة مجلس مراقبة شركة «اتكوم» المتخصصة في الاستثمار في البلدان الأفريقية في مجالات الاتصالات والإعلام والتوزيع. وكان عياد مند 1983 ممثلا مقيما لمجموعة «سيتي بنك» في تونس، ثم مديرا عاما جهويا لمجموعة «سيتي بنك» لمنطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط، ثم نائبا لرئيس المجموعة قبل التحاقه بدولة الإمارات العربية المتحدة. وفي سنة 1990، انتقل عياد إلى الفرع المغربي لمجموعة «سيتي بنك»، وتمكن من الاندماج في مجتمع الأعمال المغربي، فارتبط بصداقات وعلاقات مع كبار رجال الأعمال المغاربة. واستطاع أن يجلب انتباه عثمان بنجلون الذي لم يتردد في المراهنة عليه لقيادة التحولات الجوهرية التي سيعرفها البنك المغربي للتجارة الخارجية في العقد الموالي. عياد قائد أوركسترا متميز صفق له الجمهور كثيرا في صالات العرض الموسيقي، ويعتبره عشاق الموسيقى الكلاسيكية من ألمع الموهوبين في شمال إفريقيا والعالم العربي، وأكثر من هذا لا يحمل سجله المهني أية علاقة بمخلفات الحزب الحاكم السابق في تونس. ولعل هذه النقطة بالذات قد تلعب لصالحه كثيرا في مشواره السياسي الذي انطلق بالكاد، أول أمس، عند النطق باسمه ضمن التشكيلة الحكومية الموكول لها نقل تونس إلى ضفة الديموقراطية.