تم الثلاثاء بواشنطن توشيح كل من الحاخام بروس لوستيغ، من المجمع العبراني لواشنطن، وسماحة ثيودور كاردينال ماكريغ، الأسقف الفخري للعاصمة الفيدرالية الأمريكية، والإمام طالب.م شريف، رئيس (نايشونز موسك)، مسجد محمد بواشنطن، بالوسام العلوي من درجة قائد، وذلك خلال حفل بمناسبة نهاية أشغال إعادة تأهيل المقابر اليهودية بالمغرب، انعقد بمقر مجلس الشيوخ الأمريكي، تحت رعاية جلالة الملك محمد السادس. وقام بتسليم الوسام لكل من الحاخام لوستيغ، والأسقف الفخري ماكريغ، والإمام شريف على التوالي كل من وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، وسفير المغرب بالولايات المتحدة، رشاد بوهلال، والسفير المتجول لجلالته سيرج بيرديغو. وأكد وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، في كلمة له بالمناسبة، أن التعايش طبع دائما العلاقات الأخوية بين اليهود والمسلمين عبر التاريخ العريق للمغرب. وأبرز التوفيق أهمية المساهمة «الملموسة» للجالية اليهودية في «تشكيل مجتمع، وإثراء ثقافة وتنمية حضارة»، وهو ما يشكل نموذجا يحتذى في التعايش بين اليهودية والإسلام. وأوضح الوزير أن إرث هذه المساهمة في الحضارة المادية واللامادية للمغرب «يثير الإعجاب»، مشيرا إلى مساهمة اليهود المغاربة في التراث اليهودي العالمي، خاصة في مجالات علم اللاهوت والفلسفة والأدب. وأكد التوفيق، في هذا السياق، أن المغرب، تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس، يرتكز على نموذج مؤسساتي مندمج، يعبئ خلاله الدين الجميع من أجل نشر الفضائل لتحصين الذات ضد كل أشكال التطرف. وأوضح الوزير أن «الاستقرار والتوازن، اللذين يتمتع بهما المغرب نابعان من المعرفة العميقة بالأهداف الأساسية والعليا للدين والتقاليد الثقافية المغربية، والتي تتجدر في العلاقات الأخوية بين اليهود والمسلمين. وفي كلمة بالمناسبة، أشاد بوهلال ب»المبادرات الخيرية للمنعم عليهم بالأوسمة الملكية، وبالتزامهم الأكيد لفائدة حوار الأديان»، داعيا إياهم إلى زيارة المغرب من أجل الاطلاع على العمل المنجز في مجال تشجيع قيم العيش المشترك والقبول بالآخر. وفي هذا السياق، أشار الدبلوماسي المغربي إلى أن ترميم المقابر اليهودية يعد «مبادرة نبيلة من جلالة الملك محمد السادس»، ويشكل «لبلدي طريقة من أجل الاقتراب واحتضان التراث العبري كما هو منصوص على ذلك في الدستور». وسجل بوهلال أن «الأمر بالنسبة إلى الجالية اليهودية المغربية عبر العالم بمثابة تكريم لذاكرة أجدادهم الذي عاشوا في مختلف الأزمنة في سلام وطمأنينة إلى جانب إخوانهم المغاربة المسلمين». وقال إن هذا الحفل «شهادة بليغة ونشيد للتسامح والعيش المشترك، في عالم يعصف به انعدام اليقين والعنف والكراهية والتطرف ومعاداة السامية».