وجهت سبع جمعيات محلية وفدرالية الجمعيات التنموية بإقليم جرسيف، دعوتها إلى الإدارة المسؤولة على التدهور الخطير الذي يتعرض له الغطاء النباتي بمنطقة ارشيدة مطالبة إياها بنهج سياسة تشاركية مع الجمعيات المهتمة بالبيئة والقيام بالحكامة الجيدة لتدبير القطاع بالإقليم، وكانت هذه الهيئات قد أصدرت مؤخرا بيانا موجها إلى الرأي العام الوطني والمحلي تدق من خلاله ناقوس خطر ما آل إليه واقع الثروة الغابوية بمنطقة ارشيدة التابعة للجماعة القروية لمريجة بإقليم جرسيف. وسجلت الهيئات المذكورة التدهور الخطير الذي يتعرض له الغطاء النباتي بالمنطقة وما له من تأثير سلبي على البيئة محليا، وما نجم عنه من تراجع للمساحات المغطاة ونقص مهول في كثافة الأشجار وإتلاف الأصناف النباتية والحيوانية المصاحبة، الأمر الذي سيسفر على انجراف للتربة وإضاعة للثروة الحيوانية. كما تطرقت إلى التحديات والعوامل التي تهدد هذه الثروة، وعملت على تسطيرها في البيان الصادر عنها، ويتعلق الأمر بتراجع المجال الغابوي والرعوي من حيث المساحة والتنوع الحياتي والإحيائي، والضغط الديمغرافي المتواصل على الموارد الطبيعية وخصوصا الغطاء الغابوي، و كذا التقلبات المناخية بفعل التساقطات الغير منتظمة والغير كافية، وتوسع الأراضي المزروعة على حساب الأراضي الغابوية والرعوية، وتفاقم بعض السلوكات البشرية المدمرة والمتلفة كالحرائق والرعي الجائر والاقتلاع المفرط للحطب، والتدمير الممنهج للثروة الحيوانية من طرف عصابات متخصصة مما يخلف منظومة بيئية غير متزنة. وطالبت من الجهات المسؤولة التدخل العاجل للضرب بيد من حديد على أيدي مخربي الثروة الغابوية نباتية كانت أو حيوانية، كما وجهت تحية خاصة إلى العاملين بالمندوبية الإقليمية للمياه والغابات بجرسيف على دورهم الفعال والناجح في عملية ضبط عصابة تدمر الثروة الحيوانية بالإقليم والمتمثلة في إيقاف شخصين بحوزتهم أكثر من 90 طائر حجل، وطالبت باتخاذ نفس الخطوات في حق كل من تسول له نفسه نهج التخريب والإمعان فيه من أجل مصلحة شخصية ضيقة ضدا على المصلحة العامة، وتدمير إرث مشترك بين الأجيال الحاضرة والقادمة .