بعد أن أطلقت ألبومها الجديد بعنوان "زرابي"، كان للمغنية المغربية المعروفة ب أم (أم الغيث بنت الصحراوي) حفل موسيقي في "المركز الثقافي الفرنسي" في الدارالبيضاء أول أمس الثلاثاء. الأغاني التي تضمنها الألبوم كما لو كانت موسيقى ذكرياتها، فهي مشحونة بالاستدعاءات المطولة، مازجة الحس الشعبي بمذاق معاصر وغريب للموسيقى والغناء. يضاف إلى ذلك مظهر الفنانة الذي يزيد من خصوصية غنائها وحضورها؛ إذ تحتفظ بالزي الشعبي الأمازيغي، وتضيف عليه لمسة معقدة وعصرية، تماماً مثلما تفعل في أغانيها. تجمع أم (1978) في حنجرتها بين تقنيات أغاني الكناوة والغناء العربي التقليدي، إلى جانب الأندلسي والبربري والحساني. وكانت قد قدّمت ثلاثة ألبومات، أولّها "ليكم" (2009) ثم "سويرتي" (2012) و"روح المغرب" (2013). تخلو تسجيلات أم المباشرة من المؤثرات، وتعتمد على حضور عازفي الطار والبندير بشكل أساسي، إضافة إلى العود. وإلى جانب الألبومات، أصدرت العديد من الأغاني المفردة، من بينها أغان تهجو فيها العولمة، وتغني لأفريقيا والمهاجرين منها. لكن هذا لا يمنع أنها تأثرت بشكل كبير بالفانك والجاز وبغناء السول الأميركي، بل وأدخلته إلى أغانيها وطعّمتها بالكلمات الإنجليزية التي تؤديها بلكنة أميركية تجيدها.