اختار مجلس الجالية المغربية بالخارج ان يحتفي بالذكرى الأربعينية للمسيرة الخضراء بأسلوب جديد يجعل من الفن والإبداع سندا ديبلوماسيا من أجل إحياء مناسبة تاريخية شكلت حدثا بارزا في تاريخ المغرب المعاصر مبرزا فعالية الفعل الاستباقي، بمنجز ابداعي، في سيرورة الدفاع عن الوحدة الوطنية. ويسعى مجلس الجالية المغربية بالخارج من أن يلبس إحياء الذكرى ال40 للمسيرة الخضراء، مابين الخامس والثامن من نونبر الجاري بأكادير، لبوسا فنيا يجعل من الإبداع والثقافة رافدا أساسيا لتسويق حدث المسيرة الخضراء، الذي بصم التاريخ المعاصر للمغرب، بطريقة راقية تعتمد الديبلوماسية الفنية والثقافية كعامل مكمل للفاعل السياسي ولديبلوماسية العامة والموازية. وتروم هذه المبادرة، من خلال توجيه مجلس الجالية المغربية بالخارج الدعوة لنخبة من الفنانين، المغاربة والأجانب، التنيه الى الدور الأساسي الذي يمكن ان يلعبه، وبشكل كبير، الفن والابداع والثقافة في التسويق للبعد الانساني للمسيرة الخضراء ولعدالة قضية الصحراء المغربية وتحسيس الأجيال الجديدة بالأهمية التاريخية للمسيرة الخضراء. وشدد الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، عبد الله بوصوف، الثلاثاء بالرباط، على أهمية دور الامتدادات المجتمعية للفنانين والمبدعين والمثقفين في أجل التعريف بقضية وحدتنا الترابية في المحافل الدولية مشيرا الى ضرورة استثمارها من أجل تجدد طرق الترويج لكل المنجزات المحققة في الصحراء المغربية كونها أسلوب أكثر نفاذا ويخاطب النخبة الفاعلة و يقطع مع الطريقة التقليدية للدفاع عن الوحدة الوطنية وأن لا تبقى أن تبقى القضية الوطنية حبيسة المعارك السياسية، . وأبرز عبد الله بوصوف، في رده عن سؤوال ل"الاتحاد الاشتراكي" الدور الطلائعي الذي يمكن أن يلعبه الفنان والمبدع والمثقف المغربي في الدفاع عن القضايا الوطنية الكبرى من خلال تقديم منجزات المغرب إلى الرأي العام الدولي قي قالب فني وإبداعي وثقافي، من خلال التركيز على البعد الإنساني لقضية المغرب الاولى وايضا من خلال منجز فني يستثمر المثن الروائي والقصصي و الغنائي وايضا كل الفنون السمعية البصرية. وقال الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج "إن إحياء الذكرى ال40 للمسيرة الخضراء ستأخذ بعدا دوليا بمشاركة فنانين، مغاربة العالم وأجانب، من خلال مجموعة من الأنشطة الثقافية". وأضاف عبد الله بوصوف أن مجلس الجالية المغربية بالخارج وجه الدعوة إلى 20 فنانا مغربيا وأجنبيا من أربعة مناطق بالعالم، منهم فنانون تشكيليون ومطربون وفاعلون، لتنظيم عروض فنية ترمز للمسيرة الخضراء بغية نقل قيم هذه الملحمة المجيدة إلى الأجيال الصاعدة وحفظ هذه الذاكرة الجماعية والانفتاح على آفاق أخرى بهدف الدفاع عن الوحدة الترابية من خلال توظيف مختلف الألوان الفنية. ويأخذ الاحتفال بتخليد الذكرى الأربعينية للمسيرة الخضراء بعدا خاصة لدى الجالية المغربية بالخارج هذه السنة، حيث ستحتضن مدينة أكادير مجموعة من الأنشطة الثقافية، تنظم بشراكة بين مجلس الجالية المغربية بالخارج وولاية سوس ماسة. ويهدف مجلس الجالية المغربية من خلال دعم تخليد الذكرى الأربعينية للمسيرة الخضراء إلى التعريف بانخراط الجالية المغربية في هذه القضية الوطنية وافتخارها بالانتماء إلى وطنها الأصلي وتحسيس الأجيال الجديدة بالأهمية التاريخية للمسيرة الخضراء. لقد اضطلع مغاربة العالم بدور طلائعي في الدفاع عن القضايا الوطنية الكبرى من خلال مشاركتهم في المشاريع الكبرى التي تضع المغرب في الساحة الدولية وانخراطهم المتواصل في الدفاع عن الوحدة الوطنية. وبدأت مشاركتهم في المسيرة الخضراء منذ يوم 6 نونبر 1975، أما اليوم فإن الجيل الأول والأجيال الحالية مازالت تشارك بقوة في تقوية قيم المسيرة الخضراء الوطنية والمحافظة على هذه الذاكرة المشتركة. بالموازاة مع ذلك يدعم مجلس الجالية المغربية بالخارج، في نفس الإطار مجموعة من الأنشطة المماثلة في عدد من الدول من بينها الولاياتالمتحدة وكندا والدنمرك وهولندا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا... ويتضمن برنامج هذه التظاهرة، أيضا، معرضا للخط للفنان البلجيكي من أصل مغربي إدريس راحيوي يبرز مقتطفات من الخطب الملكية حول المسيرة الخضراء، وأمسية موسيقية ينشطها 18 فنانا، منهم رشيدة طلال والدوزي وليلى الكوشي وحكيم ورحيم اداما، بالإضافة إلى تكريم مغاربة العالم الذين شاركوا في المسيرة الخضراء.