بعد نفاذ صبرهم، وطرقهم لمختلف الأبواب المسؤولة، لجأ سكان قبائل بويجمان آيت خويا، آيت لحسن أوسعيد، بإقليم خنيفرة إلى مراسلة وزير العدل والحريات، مصطفى الرميد، لحثه على التدخل الفوري من أجل فتح تحقيق معمق، حيال تسيب عصابة مسلحة لا تتوانى في زرع الهلع والرعب على صعيد المنطقة، في تحد سافر لسلطة الأمن والقانون، ولا تتورع بالتالي في مداهمة المنازل بالعنف والاعتداء على أهاليها تحت التهديد، والسطو على الممتلكات والأموال والحلي والمواشي، مع الانتقام ممن يخرج عن سيطرتها، على حد مضمون مراسلة السكان التي تسلمت «الاتحاد الاشتراكي» نسخة منها. وارتباطا بالموضوع، أشار السكان، المغلوبون على أمرهم، إلى تعرض منزلين، مساء 9 أكتوبر 2015، لعملية اقتحام مروّع من طرف أفراد العصابة الإجرامية، وهم مدججون بالأسلحة البيضاء، وأقدموا على تكبيل قاطنيها والسطو على ما بهذين المنزلين من أموال وحلي، وهو موضوع شكاية تقدم بها ضحايا هذه الواقعة الخطيرة لذات المسؤول الحكومي، يوم 27 أكتوبر 2015، استعرضوا فيها تفاصيل العملية التي تم تكبيلهم فيها تحت العنف والتهديد والاستنطاق والضرب، وفقدان أحدهم لبعض أسنانه نتيجة ما تعرض له من تعنيف، قبل نقله وباقي الضحايا، في حالة نفسية وجسدية حرجة، إلى المستشفى الإقليمي بخنيفرة لتلقي الإسعافات اللازمة. وفي ذات السياق، أفاد ضحايا الفعل الإجرامي أن أفرادا من الدرك حلوا، خلال الصباح الموالي، بمسرح الحادث، وعاينوا أثار اللصوص والدم والحبال التي تم تكبيل سكان المنزلين بها، وحملوا معهم أوصاف فردين من العصابة على لسان الضحايا، وبناء عليها تمكن الدرك من اعتقال أحدهما وتقديمه للعدالة، لكن سرعان ما فوجئ الجميع بالإفراج عنه، في حين لا يزال الجناة يجولون ويصولون بحرية خارج تغطية القانون، ورغم قيام بعض السكان بإبلاغ مصالح الدرك بوجود بعض هؤلاء الجناة، إلا أنهم لم يجدوا أذانا صاغية، حسب شكايتهم التي تتوفر «الاتحاد الاشتراكي» على نسخة منها. كما أكد السكان في شكايتهم أن الحادثة المروعة ليست سوى حلقة من سلسلة حالات يستيقظون على إيقاعها، منذ فترة طويلة، مؤكدين على تحول منطقتهم إلى مرتع لعصابات المنازل والمواشي، والأموال والحلي، واعتراض سبيل المارة تحت التهديد والضرب، بينما لم يفت السكان أيضا، في عريضة لهم، التعبير عن أسفهم الشديد إزاء عدم استجابة مصالح الدرك لنداءاتهم بالشكل المناسب رغم كل ما تقدموا به من شكايات وبلاغات. ويشدد سكان قبائل بويجمان آيت خويا، على مطالبة السلطات المعنية والجهات المسؤولة بضرورة التدخل لتعزيز الأمن بمنطقتهم، ضمانا لأمنهم وسلامتهم التي أضحت مهددة في كل لحظة، مع اتخاذ ما ينبغي من التدابير الكفيلة لحماية ممتلكاتهم بالحد من وضعية الانفلات الأمني والتسيب الإجرامي للعصابات التي تجوب شعاب وهضاب منطقتهم.