شهدت العاصمة الإدارية الرباط الأربعاء الماضي ، مسيرة حاشدة شارك فيها طلبة كليات الطب والصيدلة الخمس، وطلبة طب الأسنان، بالإضافة إلى الأطباء الداخليين والمقيمين، وعدد من أطباء القطاع العام والخاص، فضلا عن آباء وأولياء طلبة الطب الذين شاركوا فلذات أكبادهم هذا الشكل الاحتجاجي، وقٌدّر عدد المشاركين في هذه المسيرة بحوالي 17 ألف محتج، ساروا جنبا إلى جنب بوزراتهم البيضاء وبسماعاتهم الطبية، رافعين شعارات منددة بالسياسة التي تعاملت بها الحكومة مع ملفهم المطلبي، وبالخطوات الأحادية الجانب من أجل التأثير على الرأي العام بدعوى التوصل إلى توافق بشان عدد من النقاط، وهو ما كان مخالفا للواقع، وهو ما تجسّد على الخصوص في آخر بلاغ لوزارة الصحة ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر الذي صدر يوم الاثنين الأخير، قبل أن ينتهي الاجتماع الذي ضمّ الوزيرين وممثلي المحتجين من طلبة وأطباء! مسيرة الرباط التي وصفها المنظمون بكونها مسيرة للصمود وللغضب، أكّد الدكتور أبو علي، عضو اللجنة الوطنية للأطباء الداخليين والمقيمين، أنها خير ردّ على ما وصفه ب "مغالطات" وزير الصحة ووزير التعليم العالي، مضيفا أنها بمثابة الرسالة الأخيرة للمحتجين الذين ينتظرون جواب الحكومة بشأنها، لكون الثقة أضحت مفتقدة بين الطلبة الأطباء والأطباء الداخليين والمقيمين، وبين وزير الصحة الذي سبق وأن تعهّد بأن قوانين بعينها لن تصدر، فإذا بها تخرج إلى حيز الوجود في ظرف قياسي، وكذلك الأمر بالنسبة لوزير التعليم العالي الذي تعهّد أن كليات الطب الخاصة لن تُحدث فإذا بواقع الأمر يخالف التزامه/تصريحه، داعيا الأطراف المعنية بهذا الملف إلى الجلوس إلى طاولة فعلية للحوار وتدبيج المطالب المتوافق حولها في وثيقة موقّعة تكون ملزمة، ويتحمل فيها كل طرف مسؤوليته الأخلاقية والسياسية، خلافا للبلاغ الحكومي الذي جاء فضفاضا وغير ملزم لأي جهة، مشددا على أن الالتزام بحلّ النقاط المتفق بشأنها يجب أن يكون واضحا كما هو الحال بالنسبة للخدمة الإجبارية، الزيادة في الدخل، تحديد سقف زمني لصرف مستحقات الأطباء الداخليين والمقيمين التي ينتظرونها منذ 8 سنوات، وغيرها من النقاط الأخرى.