اختارت مكتبة «آفاق»، وبدعم من وزارة الثقافة، تنظيم لقاءات دورية في إطار تجربتها التي أطلقت عليها «حفريات في تجربة الكتابة والقراءة عند رموز الثقافة المغربية، لربط جسور التواصل بين الكاتب والقارئ وللاطلاع على تجارب الكتاب ومعاناتهم. وفي لقائها الاول، تستضيف الدكتور حسن جلاب عميد كلية اللغة سابقا حول تيمة «الكتب في حياتي وذلك يوم الجمعة 30 أكتوبر 2015 في الساعة الخامسة والنصف بمكتبة «آفاق» بمراكش. بمشاركة الدكتور الحسين أيت مبارك والدكتورة فاتحة سلايعي. وعن دوافع عقد هذه اللقاءات/ الحفريات، تقول ورقة فريق عمل مكتبة آفاق: «لماذا حفريات في تجربة الكتابة والقراءة عند رموز الثقافة المغربية؟ ولماذا: « الكتب في حياتي « ؟ - لكي نوثق من خلال هذه اللقاءات الرحلة الطويلة لشيوخ ورموز الثقافة في بلادنا، مع وبين الكتب والكتاب والمكتبات. - لنسافر معهم في ما احتفظت به ذاكرتهم من أسماء كتب وكتاب وأفكار اطلعوا عليها هنا وهناك. لنعرف من خلال علاقتهم مع الكتب والكتاب، خصوصية تجربتهم، ونوع معاناتهم، وطرق إدارتهم لذلك الاختيار والتوجه في الحياة. - ليشاركوننا تقييمهم الشخصي للسنوات التي قضوها ما بين الكتب، وكيف يستعيدون لحظات المتعة والقلق والمثابرة والاجتهاد والنجاح والحب والشغف والخوف.. وغيرها من المشاعر والمواقف التي خامرتهم طيلة عقود من الانغماس في عالم القراءة والبحث والكتابة. -نعلم أن المدة المخصصة لهذه اللقاءات لا تسمح بأن يحدثوننا عن كل قراءاتهم، ولا أن يستعيدوا معنا كل الأحداث والوقائع واللحظات المرتبطة بالقراءة والكتابة، فذلك مستحيل، ولكننا نريد أن ندخل عالم القراءة والكتابة من منظورهم الخاص، ومن قلب تجربتهم الخاصة. -نطمح أن يحدثوننا عن أصدقائهم من الكتاب الذين قضوا معهم ساعات وأياما وليال وسنوات، وأن يحدثوننا عن تلك الصداقات الخاصة التي نشأت بين الكتب، وكيف نشأت؟، ومن منها توطد، أو تلاشى وانمحى مع الأيام. - من خلال سيرهم الثقافية نطمح أن نقترب من سيرة حياتهم، وهي في نظر كثيرين سير يجب أن تدون وتحفظ للأجيال المقبلة، لأنها تختزل كل مظاهر الشخصية القوية، الحكيمة، العارفة، المتواضعة، الناجحة... والتي ما أحوجنا اليوم إلى تقديمها كنماذج. - نطمح في مؤسسة آفاق، أن تشجع هذه السلسلة من اللقاءات (الحفريات)، بعض أساتذتنا وشيوخ الثقافة بمدينتنا وبربوع الوطن، على الشروع في تدوين سيرهم الثقافية والعلمية والحياتية، لأن من شأن ذلك أن يغني خزاناتنا، ويوفر لنا وللأجيال المقبلة مادة معرفية وتاريخية واجتماعية وثقافية ستوثق لنا أحوال الثقافة والمثقفين والباحثين والمفكرين والمبدعين في بلادنا. لتحقيق بعض هذه الأهداف، اختارت مكتبة مؤسسة آفاق أن تستضيف هؤلاء الرموز في فضاء المكتبة، لأن المكتبة كانت بيتهم وملاذهم طيلة حياتهم، ولأنها كانت عاملا أساسيا في تبلور شخصياتهم ونضجها إلى أن صارت إلى ما هي عليه اليوم. إننا نسعى من خلال هذه اللقاءات إلى أن تستعيد المكتبة اليوم هذا الدور، وهذه الوظيفة، وأن تشجع هذه اللقاءات شبابنا على الإقبال على قراءة الكتب، في ظرف يشهد ويشاهد فيه الجميع تراجع عادة القراءة، والموت والاندثار والانقراض التدريجي للمكتبات من شوارع وأزقة مدننا.