أثار اعتراف شركة "أسترازينيكا" لأول مرة بأن لقاحها المضاد لفيروس كورونا يمكن أن يسبب آثارا جانبية مميتة لتخثر الدم، جدلا واسعا في العديد من البلدان خاصة التي إعتمدت اللقاح لمكافحة فيروس كورونا. وفي هذا الإطار ، أكد الطيب حمضي، الطبيب الباحث في السياسات والنظم الصحية، في تصريح هاتفي ل"رسالة24″، أنه ليست هناك أي جديد على المستوى الصحي بخصوص العلاقة السببية بين اللقاح والأعراض الجانبية التي ظهرت على بعض المرضى، وبخصوص اعتراف مختبرات أسترازينيكا أن لقاحها يمكن أن يؤدي لبعض الآثار الجانبية الخطيرة النادرة، أكد حمضي أن جميع اللقاحات الخاصة بفيروس كورونا آمنة، لكن في الوقت ذاته يمكن أن تظهر بعض الآثار جانبية لكن بشكل نادر جدا. وأوضح حمضي أن الاعتراف القانوني الذي أدلى به مختبر أسترازينيكا، ليس له أي تأثير حي سواء على المستوى الطبي أوالصحي، ولم تظهر أي إحصائيات بخصوص نسبة ظهور الأعراض الجانبية على الملقحين بلقاح أسترازينيكا. وأوضح المتحدث ذاته، أن بعض الدول لاحظت ارتفاع عدد الحالات التي ظهرت عليهم أعراض جانبية بسبب لقاح أسترازينيكا ، وقامت بمنعه أو تحديد الفئة العمرية التي يمكن أن تتلقى هذا اللقاح، موضحا أن جميع اللقاحات يتم دراسة منافعها وأثارها السلبية، وفي حال كانت منافعها أكثر من الآثار الجانبية يتم استعمالها مثل باقي اللقاحات التي تم اعتمادها خلال فترة الجائحة، بما في ذلك لقاح أسترازينيكا. ويرى حمضي، أنه يجب على شركة أسترازينيكا تعويض الحالات التي ظهرت عليها الآثار الجانبية للقاح، مشيرا أن هذا الاعتراف سيسهل على الحالات المصابة بالأعراض الجانبية الحصول على تعويضاتهم. وفي السياق ذاته سبق للمغرب أن حصل على 6 ملايين لقاح من لقاحات أسترازينيكا، والتي استعملت في الحملة الوطنية الجارية لتلقيح المواطنين المغاربة، وقد تجاوز عدد الملقحين مليون شخص. وفي دراسة سابقة، رصد باحثون أثرين جانبيين جديدين، لكن نادرين للغاية، للقاح "أسترازينيكا" المضاد لفيروس كورونا، هما نوعان من الالتهابات في الدماغ والنخاع الشوكي، في أكبر دراسة لسلامة اللقاحات حتى الآن. وأكدت الدراسة الأسترالية التي شملت أكثر من 99 مليون شخص، من أستراليا والأرجنتين وكندا والدنمارك وفنلندا وفرنسا ونيوزيلندا واسكتلندا، ندرة مضاعفات اللقاحات المعروفة، حيث أكد الباحثون أن فوائدها "لا تزال تفوق المخاطر بشكل كبير". واستخدم الباحثون، الذين يعملون كجزء من الشبكة العالمية لبيانات اللقاحات، معلومات من المشاركين بعد حصولهم على لقاحات "فايزر" و"موديرنا" و"أسترازينيكا". وحسب النتائج التي نشرت في مجلة "فاكسين" ، حددت الدراسة أثرين جانبيين نادرين جديدين، هما نوعان من التهابات الدماغ والنخاع الشوكي على أنهما مرتبطان بلقاح "أسترازينيكا". ذكرت الدراسة أن نسبة الإصابة بهذين النوعين من الالتهابات هي 0.78 حالة في المليون، و1.82 حالة في المليون، لكل أثر جانبي على حدة.