« أنا أسعد إنسان في الكون في هذه اللحظة.. أنا سعيد بصدور هذا الكتاب، هو هديتي للمستشفيات وللجمعيات العاملة في مجال مكافحة السرطان ولدور الأيتام وللطلبة والتلاميذ» هكذا بدأ الزميل محمد شروق كلمته التي ألقاها مساء أول أمس الثلاثاء بأحد فنادق المحمدية بمناسبة حفل توقيع كتابه « أنا والسرطان». الكتاب الذي سرد من خلاله الزميل شروق التجربة الذاتية له مع مرض السرطان،يحكي فيه على الخصوص مراحل تشخيص الداء وفترات العلاج ومضاعفاته. حفل التوقيع الذي نظمته جمعية المحمدية للصحافة والإعلام حضره علي الشكاف عامل عمالة المحمدية وإعلاميون وسياسيون وفنانون ومثقفون ورياضيون وأطباء وجمعويون وعائلة واصدقاء شروق. ويتضمن المؤلف الجديد، الصادر مؤخرا عن دار النشر المغربية، حوالي 24 حكاية موزعة على 128 صفحة من الحجم المتوسط، ويتطرق إلى المعاناة الخاصة للكاتب مع مرض السرطان منذ الإرهاصات الأولى لاكتشاف العلة ، مع ما ينتاب ذلك من تردد بين الشك واليقين والصراع بين اليأس والأمل في مواجهة هذا المرض الخبيث. ويقر الكاتب محمد شروق، في مطلع مؤلفه، بخطورة المعاناة التي لازمته طيلة مدة العلاج، متيقنا بأن هذه المواجهة أشبه ما تكون بمعركة » حياة أو موت «، لذلك يقول » قررت أن أدون تجربتي مع المرض في كتاب... وعدم التركيز على المرض والابتعاد عن تفاصيله المؤلمة ومحاولة الانكباب على تقاسم الألم مع القلم والحبر والورق «. وفي تقديم للكتاب، يقول البروفيسور عبد اللطيف ابن إيدر، مدير مركز محمد السادس لعلاج السرطان وعضو اللجنة العلمية لمؤسسة للاسلمى للوقاية وعلاج السرطان إن هذا العمل » ينضاف إلى تجارب إبداعية أخرى وهو رسالة إلى جميع المرضى بالسرطان مغزاها بأن هذا المرض، الذي يخيف ويرعب، يجب على المصاب به أن يكسر حاجز الخوف ويتحدث عنه مع محيطه « مشيرا إلى أن الطب تقدم كثيرا في مجال محاربة السرطان وارتفعت نسبة الشفاء منه خاصة في حالة اكتشافه المبكر. وأضاف ابن إيدر، الذي يشغل أيضا منصب أستاذ بكلية الطب والصيدلة بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، أنه » في المغرب يجب الافتخار بالدور الرائد الذي تقوم به مؤسسة للا سلمى للوقاية وعلاج السرطان على جميع المستويات من توعية وتحسيس وعلاج وتكفل بالمرضى المعوزين وذويهم «. ويحتوي الكتاب أيضا على ملحق خاص بتدوينات الفايسبوك تؤرخ للرسائل القصيرة المعبرة عن لحظات المعاناة وصورا تذكارية. وفي بادرة طيبة، أكد محمد شروق أنه سيهدي الكتاب للمستشفيات والمصحات والجمعيات التي تشتغل على مرض السرطان. وفي تجاوب مع بادرته، قام علي الشكاف عامل عمالة المحمدية باقتناء 100 نسخة وضعها رهن إشارة الكاتب قصد توزيعها على المستشفيات. نفس الأمر قام به فاعلون في المدينة يتقدمهم محمد قسوم رئيس جماعة سيدي موسى بنعلي ومحمد علالي وعدد آخر من من مختلف القطاعات بالمحمدية. في الحفل تحدث عبدالحميد جماهري الشاعر والكاتب ومدير تحرير جريدة الاتحاد الاشتراكي عن الكتاب حيث قال» الكتاب ليس منذورا للتصنيف في خانات أدبية أو ثقافية، ليس منذورا لكي نبحث فيه عن فقه اللغة وعن تركيبة البلاغات، ذلك لأن بلااغته الوحيدة هو القوة الانسانية منقطعة النظير التي حافظت عليها الحياة في جسد الكاتب... في نفس السياق، اعتبر فؤاد بن المير الباحث في علم الاجتماع، أن الكتاب يقدم جرعة كبيرة من الأمل، كما يساهم في القطع مع عدة معتقدات تحيط بمرض السرطان في مجتمعنا.. فيما أوضحت نزهة بيدوان البطلة الرياضية أن الكاتب محمد شروق وبتغلبه على السرطان، ومن خلال كتابه، أعطى معنى جديدا للحياة. وعبرت البطلة العالمية السابقة عن أملها في أن يتم خلق سباق سنوي في العدو يحمل اسم سباق الأمل احتفاء بمحمد شروق، كما دعته أن يلقي محاضرات في المستشفيات والمصحات باعتباره أصبح قدوة لمرضى السرطان. على نفس المنوال، يرى مصطفى الحداوي اللاعب الدولي السابق، أن الكتاب الذي يقدمه محمد شروق يعتبر تجربة رائعة لابد أن يكتشفها الجميع حتى يقفوا على قوة الإنسان ومدى قدرته على تخطي وتجاوز كل الصعاب. وعبر الفنان القدير الحاج يونس عن سعادته الكبيرة وهو يشارك في حفل توقيع كتاب لرجل نجح في التغلب على مرض فتاك، وتحول من مريض إلى قدوة في الإرادة وقوة العزيمة. وقال الحاج يونس أن الحفل كان فرصة التقى فيها بأسماء أعطت الكثير للوطن، إذ لم يخف، في هذا الإطار، سعادته وهو يلتقي كما قال، علما من أعلام المغرب النجم أحمد فرس.