بعدما كان مسلسل استقطاب الشباب المغربي للإلتحاق بتنظيم داعش ، قصد القتال في بؤر التوتر بالعراق و سوريا ، يقتصر على الشباب القاطن بالحواضر المغربية . كشفت عملية إستقطاب شاب " محمد شقور 30 سنة " ، في بحر الأسبوع المنصرم ، يقطن بدوار بني صالح ضواحي مدينة تطوان ، عن تغيير جدري في إستراتيجية الشبكات الإرهابية العاملة في مجال البحث عن مقاتلين للإلتحاق بصفوف " الدولة الإسلامية " . حيث أمام تشديد الخناق عن هاته الشبكات بالمدن المغربية ، و أمام يقظة الأجهزة الأمنية و أعوان السلطة المحلية ، عمدت هاته الشبكات إلى التوجه إلى العالم القروي ، قصد تنفيذ مخططاتها الإستقطابية ، مما ينذر بتطور العمليات الإستقطابية لهاته الشبكات الإرهابية ، و تغيير خريطة إستقطابها بالمغرب ، و هو ما يشكل خطورة في استمرار تواجدها بالتراب المغربي ، و سيعقد من عمليات الضربات الاستباقية التي تقوم بها الأجهزة الأمنية المختصة . و يذكر أن شابا مغربيا يقيم بدوار بني صالح نواحي مدينة تطوان ، فاجأ عائلته بالانتقال إلى سوريا للقتال إلى جانب أبو بكر البغدادي ، تاركا وراءه زوجته و ابن و بنت مع أمه ، دون أن تظهر عليه علامات التطرف . ووفق آخر الدرسات المهتمة بالقضايا الأمنية في العالم ، فإن المغرب يحتل المركز السابع في قائمة الدول المصدرة للمقاتلين نحو العراقوسوريا للعام الحالي، مقابل المرتبة الثالثة التي كان يحتلها العام الماضي خلف كل من تونس والسعودية. و بحسب معطيات مجموعة "Soufan Group" الأمريكية المتخصصة في الدراسات الأمنية، فقد قدرت أعداد المغاربة الذين انضموا إلى تنظيم داعش منذ تأسيسه بحوالي 1350 مقاتل. وجاءت السعودية في المرتبة الثانية خلف تونس بعد أن غادر منها 2275 مقاتلا نحو العراقسوريا، ثم حل الأردن في المرتبة الثانية بتصديره لأكثر من 2000 مقاتل، كما سجل ارتفاع عدد الوافدين من روسياوتركيا وفرنسا، حيث بلغ عدد المقاتلين الروس 1700 مقاتل، مقابل 1550 مقاتلا فرنسيا و1400 مقاتل من تركيا. وكان تقرير لمركز إسباني للاستخبارات والاستشارات الأمنية تحدث عن وجود معسكرات صغيرة لتدريب مقاتلين مرشحين للتوجه إلى بؤر التوتر وخصوصا سورياوالعراق، محذرا من مخاطر هذه المعسكرات التي لا تبعد سوى كيلومترات قليلة عن " الأراضي الإسبانية" في إشارة إلى مدينة سبتةالمحتلة وقدم التقرير صورة قاتمة عن حالة الاستقطاب التي ينهجها المتطرفون بالمغرب، والتي جعلت منه، حسب التقرير دائما، أحد أهم المصدرين للمقاتلين في صفوف داعش والنصرة وشدد التقرير على الخطر الذي يمثله هؤلاء المقاتلون في حالة عودتهم من هناك، بعد أن يكونوا تلقوا تداريب على أعلى مستوى، وقدرة على تنفيذ عمليات إرهابية دموية، بعد أن أصبحوا متخصصصين في التفجيرات والاختطافات ، ليستهدفوا المغرب وأيضا إسبانيا ويعتبر المركز الذي قدم هذا التقرير مجموعة استخباراتية تقدم استشارات ذات طابع أمني إلى الشركات وذلك حول الوضع الأمني بالمناطق التي تمارس فيها أنشطتها وسبق لإسبانيا أن أكدت رسميا أن التعاون الوثيق مع المغرب مكن من تفكيك العديد من الخلايا الإرهابية التي تنشط في البلدين، وأحبطت العديد من عمليات الاستقطاب وإرسال مقاتلين إلى سورياوالعراق ، ومن أوجه هذا التقييم توشيح إسبانيا لمسؤولين بالمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني بأوسمة رفيعة.